الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

ترجمة مصطلحات سياسية شائعة من العربي للانجليزي

Political strife  
Religious mania
National treason
Would not relinquish in upholding our achievements
Will not compromise at the expense of principles
We will not retreat from our goals
Civil disobedience is a national duty
Sectarian war
Gangs ruling
Splinter parties
Factionalism
Urban Renaissance
Political leadership
Pimping
Political subservience
Undergo political
Political dominance
Religious extremism
Reactionary political and intellectual
Revenge
Tyranny

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 الفتنة السياسية
الهوس الديني
الخيانة الوطنية
لن نفرط في التمسك بمنجزاتنا
لن نساوم علي حساب المباديء
لن نتراجع عن اهدافنا
العصيان المدني واجب وطني
الحرب الطائفية
العصابات الحاكمة
احزاب منشقة
الشقاق الحزبي
النهضة العمرانية
القيادة السياسية
القوادة
الخنوع السياسي
الخضوع السياسي
الهيمنة السياسية
التطرف الديني
الرجعية السياسية والفكرية
الانتقام
الاستبداد

الأحد، 3 مايو 2009

الخميس، 23 أبريل 2009

ملامح من أزمتنا وافاق حل ممكن وغير ممكن!


مقدمة


لا يمكن باي حال من الاحوال بل ليس من العدل ان نبسط ونختذل الازمة السودانية الراهنة بكل فواجعها وكوارثها ومراراتها فقط في مشهدها السياسي الراهن كأنما هي بنت السياسة وايضا بنت اليوم ونختذلها في صراع حكومة ومعارضة وليس من العدل ايضاان تحمل كل الازمة عبر سيرورتها التاريخية لاحزاب بعينها او افراد محددين باسمائهم رغم يقيننا التام انهم مساهمون اساسيون في تصعيدها في مراحل مختلفة وكأنما بانصلاح المشهد السياسي فقط وبانتصار المعارضة على الحكومة او بتوبة الحكومة ستنصلح كل امور الوطن كافة كما يحلم كثير من السطحيين والكسالى الذين يتعاملون مع الازمة كنتائج ومحصلات من غير اجهاد لعقولهم واستخدامها بأقصى طاقاتها في تقصي حقيقة جذور مسببات الازمة وتشخيص مظاهرها والظروف التاريخية والراهنة التي اوجدتها ولا زالت تسعرها اذ ليس من العدل ان نحمل الخصم السياسي الحالي كل الاثام والخطايا بل هي امر نسبي لكل منا نصيبه فيها بشكل من الاشكال ولكن صاحب القدح المعلى من المظالم والمفاسد والجرائم وغير المسبوق في تاريخ الوطن قديمه وحديثه هم ذات هذا الخصم الحالي اي هؤلاء الطغاة المجرمون الفاسدون الحاكمون الان للوطن بالباطل عبر عشرين عاما كالحات ومشبعات بالشرور والفواجع والكوارث من جرائم ومفاسد هي من بنات افكارهم وشياطينهم ماركة مسجلة صنعوها بافكارهم وممارساتهم ودافعوا عنها بكل ادوات القمع والقهر والاقصاء وعزوها لاول مرة في تاريخ الوطن الى قداسة السماء ونسوا انهم اكبر من اساء الى هذا المقدس بهذا المنجز من الجرائم والمفاسد وهي مظالم بائنة مسجلة باسمهم ما عادت تحتاج لاثباتات وقرائن وادلة لندحضهم بها بل ساطعة للعيان نهارا جهارا يعتز بها اهلها غير ابهين لكل دعوات المناضلين لاجل عودة الحق والحقيقة وللاسف لازالوا سادرين في غيهم وضلالهم ووراءهم ارتال من الغوغاء والانتهازيين والمتخاذلين!
ولكن في اعتقادي ان الازمة السودانية حمالة اوجه عديدة راكزة في تفاصيل الوطن منذ زمن طويل في الثقافة السائدة من موروثات وتقاليد وعادات وفي طرق التربية الاسرية ومناهج وطرق التدريس بل ناخعة في بنية العقل السوداني وطرائق تفكيره وهي اي هذه الاوجه مجتمعة كلها روافد فرعية ترفد نهر الازمة السودانية الكبير والتي محصلتها هذا الواقع الخراب الفاجعة الكارثة المتجلي في المشهد الراهن وهو تحت وطأة اكبر الاشرار في تاريخ الوطن اي هؤلاء الطغاة الحاكمون بالسيف والنار واكذوبة شعارات التدين والفضيلة وهم وحدهم من مرغ وعهر شعارات الفضيلة والتدين بممارساتهم الفاسدة وهم وحدهم من احتكر بنهمهم المشهود اكبر نصيب من كعكة الازمة الوطنية الراهنة وقد اوصلوا بها اليوم الوطن الى حافة الانهيار بل الضياع حيث اوصلوا الفساد والاجرام والظلم اعلى مدى له في تاريخ الوطن بل تمادوا الى ما هو اشنع وغير مسبوق اي التلاعب بالسيادة الوطنية وقد فرطوا في تراب وكرامة الوطن حتى غدا اليوم جزء منه في حالةاحتلال حقيقي رسمي حيث مقتطعة بعض من اراضيه وهي تحت احتلال دول مجاورة معلومة وعلى ذات اراضيه الاف من الجنود الغرباء جلبوهم ( حجازين) بينهم وشعبهم وعلى بعض اراضيه تغير طائرات مجهولة تضرب اهدافا في قلب التراب الوطني من غير رد رادع بل ولا شجب ولا استنكار بل الانكى صار رئيسنا مطاردا من قبل العدالة الدولية متهما بابادة شعبه وهو الباصم بيده على قبول قوات اجنبية في ترابنا الوطني لتحمي شعبه من بطشه حينما صار الجيش الوطني اي جيشنا اداة حراسة للظالمين وبطش الابرياء في دولة لأول مرة في الدنيا تدخلها قوات اممية لتحمي في ترابها شعبا يحتمي اليوم بالغرباء من جور وظلم الاهل الحاكمين الاقرباء!

عزيزي القاريء كما اسلفت ان ازمتنا الوطنية حمالة اوجه عديدة ساحاول حصر بعض من هذه الاوجه في هذا الموضوع وقد استطعت الحصول على دستة منها فقط وهي المنظورة لدى حسب قراءتي للمشهد العام للوطن بكل تفاصيله وارى انها مؤثرة جدا في رفد الازمة الكبرى بتداعياتها الراهنة والتي هي المحصلة الكبرى لتقاطعات وتداخلات وتفاعلات تلكم الروافد مجتمعة مع بعضها البعض وكان اخر منتوجها هذا السرطان ( الكيزاني) الراهن و الذي يهدد اليوم كيان الوطن بالضياع والتلاشي اذا لم نتصد له بعقل وطني مفتوح يدرك خطورة التحديات الراهنة والمستقبلية وجسامة المسئولية الوطنية في تحمل مناهضة هذا الواقع المعطوب وتجاوزه الى مستقبل افضل بحلول ناجعة وحاسمة واليات علمية وواقعية ورؤي استراتيجية تقدم مصلحة الوطن فوق مصالح الاحزاب والافراد والقبائل والجهويات وان مبدأ المواطنة هو المعيار والاساس الراكز في تحديد الحقوق والواجبات حيث لا زلنا شعبا في طور التخلق من اعراق شتى واديان شتى وثقافات شتى وجغرافيات شتى وامزجة شتى ونحن احوج ما نكون لهذا المبدأ المؤكد لدولة المواطنة المدنية الديموقراطية.
واليك عزيزي القاريء بعض من روافد أزمتنا الكبرى والتي تجلت اكثر في هذا الراهن السياسي اي هذا المشهد السياسي الراهن حيث يحتكر الطغاة المهووسون المجرمون الفاسدون فيه كل مقدرات الوطن لعشرين عاما وهي فترة تعادل ضعف مجموع فترات الديموقراطيات الموؤودات الثلاث التي كانت حوالي تسعة اعوام مجتمعة ما بين عامي 56 حتى 89 وهم لوحدهم من يحتكرون غالبية المشهد الراهن بحكومته وشعبه ومعتقداته وثقافته وجغرافيته وتجارته وامنه وسلاحه وعلاقاته الخارجية وقد لوثوها وصاغوها عبر رؤيتهم الاقصائية العوراء وهم اكثر حلقات الازمة شرا وسطوعا حينما يحاولون بنهمهم المشهود اكتناز كل خيرات الوطن وايضا في المقابل كنزوا جل شروره وهو ما سيعجل بنهايتهم الحتمية الى مذابل التاريخ مع الطغاة اعداء شعوبهم حيث الظلم ظلمات وان بعد العسر يسرا.
ووحده شعبنا من سيصنع هذا اليسرالقادم بعد العسر الراهن بارادته الوطنية الحرة وسجله حافل بالبطولات والماثر الوطنية في مكافحة الطغيان الخارجي والمحلي فنحن قد اردنا الحياة وحينها سيستجيب لنا طائعا القدر لان ارادة الشعوب من ارادة الله والانسان خليفة الله ولن يظلم الله عباده المستضعفين.


1/ الاسرة السودانية بؤرة الدكتاتورية.
2/ العصبية وعقلية الاقصاء.
3/ العواطف الهدامة .
4/ الانطباعية والاحكام المسبقة.
5 / الحيادية السالبة.
6/ صراع اجيال خفي.
7/ للموت فيتو يصادر الحق والحقيقة.
8/ الكسل الفكري .
9/ ذهنية رزق اليوم باليوم و غياب التفكير الاستراتيجي.
10/غياب النقد الذاتي وثقافة الاعتذار والاعتراف.
11/ الصفح والعفو المنبهل
12/ كياناتنا السياسية غير ديموقراطية.



الاسرة السودانية بؤرة الدكتاتورية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


عبر التاريخ ولازالت كثير من الاسر السودانية بل ربما غالبية اسر دول العالم تخضع لسطوة الاب او الابن الاكبر ان غاب الاب بنسق تربوي تقليدي متوارث قائم على احترام وتبجيل الصغير للكبير الى درجة من التدجين ان يتبني الصغير عقيدة الكبير السياسية والدينية وهو الغالب بل ربما حتى مزاجه الرياضي او الموسيقي ( فان شاء ابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه) وجعله منتميا للحزب الفلاني والنادي الرياضي العلاني بل لدرجة من الاستلاب ان يحب مثله المغني سين والشاعر صاد وتكون المحصلة النهائية انسانا مستنسخا من ابيه او اخيه اي تقريبا نسخة مكرورة كتب على عقلها عدم الاستخدام والاجتهاد في سياق شارات حمراء كثيرة والخروج عنها (قلة ادب) وعدم احترام للكبير ونقد الكبير او مناصحته في هذه الاسرة حتى لو كان على خطأ من ابنه او اخيه الاصغر سبة كبيرة قد ترقى احيانا عند البعض الى مستوى العيب والتجريم!
فبالتاكيد بيئة مثل هذه لن تنتج الى الحياة العامة في الغالب الا انسانا مستنسخا من ابيه او اخيه او عمه ولن يكون اضافة جيدة لانه مجرد حالة تكرار لما هو قائم وقد اعطى عقله اجازة مفتوحة عن التفكير والاجتهاد طالما اقر تبني افكار ومعتقدات ومزاج الاكبر بكل عيوبها ولذلك سيكون مجرد رقم مكرر في هذه الحياة اذا واصل في هذا الطريق المهين لادميته وكينونته وكرامته كانسان صاحب عقل ووجدان حرم الاخرين نعمة عقله وتفكيره فلربما اذا استخدمه ذات يوم كان سيفيد به نفسه والناس وهو ربما يمتلك الحكمة والحقيقة وهو بهذا الخيار يجافي ادميته وانسانيته ويكون عدوا لنفسه قبل الاخرين لانه لم يقدر نعمة العقل التي حباه بها الله لانه لن يستوى عند الله الذين يعلمون بالذين لا يعلمون ولن يخشى الله من عباده الا العلماء بعلمهم ووعيهم وخبراتهم لانهم استخدموا نعمة العقل ومن خلالها خبروا دروب الحق والهداية ولذلك تاتي خشيتهم من الله وعذابه من علمهم بحقيقة الخير والشر حيث باتباع الخير يعلمون كيف يجزيهم رب العباد ولذلك هم احرص عليه وباتباع الشر يعلمون عقاب الله ومن هنا تاتي خشيتهم من اتباعه خوفا من هذا العقاب!
ولذلك ليس المشهد السياسي السوداني الراهن منعزلا عن تلكم البيئة الاسرية فكثير من انتماءاتنا السياسية والطائفية كانت صدى لتلكم البيئة البيتية تتماهى وتتناغم معها...فلم ينتم كثير من السودانيين الى طائفتي الختمية او الانصار الا عبر التلقين والتاثير البيتي المباشر على الابناء في البيت بواسطة الكبار مثل اعتناقهم بالتاثير الابوى البيتي الاسلام منذ نعومة الاظفار واليوم تقريبا كل اعضاء الحزب الاتحادي من اتباع الطائفة الختمية وايضا تقريبا كل اعضاء حزب الامة من طائفة الانصار والانتماء والاعتقاد عند الموالين الى هاتين الطائفتين برغم انهما مسلمتان سنيتان سودانيتان فهواعتقاد لا يتزحزح وذو عصبية مقيتة ولم نسمع ذات يوم بختمي صار انصاريا او العكس اوحزب امه صار اتحاديا او العكس الا فيما ندر وهي حالات استثنائية تعد على اصابع اليد ولا تمثل شيئا بالنسبة لهذه القاعدة الضخمة من الموالين والاتباع المريدين لحزبين هما الاكبر في البلاد وهما لا يحملان اي رؤي واطروحات فكرية ثابتة واضحة ورغما عن هذا يعدان ركيزتين هامتين جدا في ديموقراطية السودان الموؤودة وقد وجد هؤلاء الرعايا والمريدين انفسهم اعضاء فيهما بالميلاد يقاتلون ويستميتون في الدفاع عنهما من المهد الى اللحد واذا سألت احدهم عن الفكرة المركزية لحزبه سيحتار في اجابته حيث لاتوجد الفكرة الجاذبة التي توافق عقله وتطلعاته لانه وجد كل اهل بيته عليها وذهب طواعية في ذات الدرب مع الذاهبين منذ ان كان طفلا وما بين طفولته وكهولته لم يسال نفسه ذات يوم لماذا كان ختميا او انصاريا او اتحاديا او ( اميا) وهو لا يدرك حتى اللحظة انه تنازل عن عقله طواعية بالتدجين الاسري المباشر اي بالتاثير الابوى ولذلك لم يستهجن في حزبه لقب ( راعي الحزب) اي ثنائية الراعي والرعيةلانه تربى في كنف ثقافة ابوية استلابية وهو من رعية ابيه واخوته الكبار اذا غاب الوالد ونشأ بذهنية لا تعرف الا ( الشدر الكبار فيهو الصمغ) واذا تذاكى جدا سيقول لك ( احترم من راى الشمس قبلك) حتى لو كان من راي الشمس قبلي هو نيرون او هتلر او جعفر نميرى او عمر البشير!
وللاسف ان المشهد السياسي السوداني نجده يعج بالملايين من هذه النماذج الداجنات من البشر من ابناء الوطن الطيبين منهم الموهلون والمتعلمون وقد حرموا الوطن من نعمة عقولهم المدجنة والمجمدة في كرشي هاتين الطائفتين( انصار وختمية) عبر حزبيهما الكبيرين ( الامة والاتحادي) واللذين يداران بذات عقلية الفرد الواحد الاحد وورثته من ابنائه وبناته والتابعين من رعاة هاتين الطائفتين وبذات الطقوس مع شيء من المحسنات الوجهية وربما عند اللزوم ( النيو لوك) لمزيد من استلاب وخم اولئك المستلبين سياسيا وهي احزاب بلا افكار وبرامج واضحة تجمع بين ثناياها سياسيين اقرب الى شكل المريدين بحكم الانتماء الطائفي وهو الاساس في الانتماء للمؤسسة السياسية ولذلك بتدجينهم في هذه الكيانات حرموا الوطن من نعمة العقل السجين في معية ( السادة) الي يوم الدين وهم للاسف من المتعلمين اصحاب الخبرات والمؤهلات التعليمية والوظيفية الرفيعة وبذلك التجميد او التنازل عن عقولهم في هذين الكيانين الاستلابيين يعسرون كل يوم اوضاع الوطن وهم يضيقون فرص الحلول لازماته باقصائهم لانفسهم طالما استبعدوا عقولهم عن معركة البحث عن حلول وسلموها امانة في يد السيد الواحد الاحد زعيم الطائفة والحزب وتنازلوا له عن التفكيرلتدار الملايين بعقلية واحد احد ويفكر هذا الواحد بعقله الواحد لتكريس ذاته ومصالحه قبل مصلحة الوطن بالنيابة عن ملايين اختاروا طواعية ان يكونوا له مجرد مريدين وليسوا سياسيين فان حاولوا مجرد التفكير باستقلال عن فكرته الاحادية في سياق ذات الحزب او الطائفة المملوكة لاسيادها
فانهم بذلك يرتكبون اثما عظيما حيث هناك التفكير محتكر فقط للسيد المقدس ومن بعده ابناؤه وبناته واحفاده المبجلون ومن بعدهم الاصهار والاقارب والتابعون الخلص!
والكارثة ان الامر لم يقف عند ذينك الكيانين الكبيرين بل انسحب حتى على بعض احزاب تنسب الى فكرة اليسار بشقيه الاممي والقومي وغيرها من بعض الكيانات القبلية والجهوية الحديثة حيث لم تكن استثناء عن هذه القاعدة اي بمنأي عن هذا النهج التدجيني الابوي الذي يعتري الحزبين الكبيرين حيث ايضا يتبلور الانتماء لبعض عضويتها منذ نشأتها بالتاثير الاسري المباشر وليس عبر الاستقطاب الفكري الديموقراطي في سن الاختيار والوعي الحقيقي للكادر حيث هنالك اسر وعائلات توارث ابناؤها الافكار والانتماء الى تلكم الاحزاب عن طريق ابائهم واخوتهم الكبار بالتأثير المباشر عليهم منذ نعومة الاظفار وهو امر يشكك في اساس الانتماء الى تلكم الخيارات الفكرية بانها لم تكن خالصة للفكرة طالما وقعت تحت هذا التأثير العاطفي والاجتماعي الابوي وهم دون سن النضج الفكري حيث تنعدم حرية الاختيار!
ولذلك ان الهيمنة الابوية المحترمة و المؤثرة في تحديد الخيارات الفكرية للابناء قطعا في الغالب تلقي بظلالها السلبية المباشرة على المشهد السياسي السوداني من خلال اداء وتصرفات الفرد من اولئك الابناء الداجنين في داخل كيانه السياسي حيث تهيمن عليه هذه الحالة الاستلابية تلاحقه في ادائه السياسي اليومي طيعا هينا لينا في خدمة ( الشدر الكبار) والذين يرى فيهم صورة ابيه او اخيه الاكبر وهم في قمة هرم مؤسسته يتعامل معهم باحترام وتأدب يستلبانه روح الخلق والابداع وامتلاك زمام المبادرة في قيادة الكيان الى افاق جديدة تعبر عن تطلعاته واماله لا ولن تحتملها عقلية( الشدر الكبار) المتخلفة ولكنها رغم رجعيتها لها التجلة والاحترام ولااحد يعصي اوامرها ولتقد بعقليتها الجامدةالمؤسسة الى اينما تشاء وحينها لا اولوية للموقف الايديولوجي ولا الى افاق التغيير الثوري المعبر عن تطلعات اولئك الابناء اذا كان هذا التطلع سيخل بهذا الاحترام وسيمس قداسة ( الشدر الكبار) والذي ما عاد شجرا مصمغا كما كان يتطلع اليه الابناء التابعون والمريدون من عشرات السنين ولكنهم مغلوب على امرهم لتقبل هذا الواقع التدجيني المهين باسم قداسة الاحترام ليضحوا مجرد مجترات لذات افكار اولئك الكبار اي مجرد نسخ مستنسخة من ابائهم واخوتهم الكبار لا تحمل اي جديد وبذلك يعسرون مسيرة التغيير في داخل كياناتهم وهو امر يخل بادائها الوطني العام في سياق المشهد السياسي العام وهي كيانات تفتقر الى روح الديموقراطية والمؤسسية وبالتالي ستبدو نشازا في سياق العملية الديموقراطية التي تتطلب تناغما تاما بين كل الياتها لاخراج اللحن الديموقراطي المرضي للجميع والذي يعطي العملية الديموقراطية هيبتها واحترامها حيث تتخلف هذه الكيانات عن تطلعات الامة و بالتاكيد ستكون غير مؤهلة للحفاظ على الوضع الديموقراطي والدفاع عنه عندما تعجز ان تنتج بشرا ديموقراطيين بل تكرس دكتاتورية النخب من كبار لهم كل الاحترام وما على اولئك الداجنات الصغار الا الطاعة والتسليم بكل ادب واحترام وبذلك لن تواكب هذه الكيانات المتغيرات وهو امر سيساهم قطعا في اعادة انتاج ازماتنا طالما لا زالت تديرها ذات العقليات القديمة ومن خلفها ابناء وبنات مجترون لذاك القديم مما يعني انه ليس هنالك ابداع وخلق ومبادرون فيها من صناع افكار و برامج وباحثون عن حلول في تلكم الكيانات التي اثبتت انها لا تنتج الا التابعين والطيبين وفي اعتقادهم الدجين انه ليس في الامكان ابدع مما كان ومن يحاول الانفلات وكسر هذا الجمود فان مصيره الابعاد والتخوين و اذا تم تخوينه قطعا سيكون اول من يفكر مغامرا مع المغامرين للاطاحة بالعملية الديموقراطية في اقرب فرصة برغبة الانتقام والثار لنفسه
من هؤلاء الاقصائيين في داخل الكيانات التي تزعم الانتماء الى ( الديموقراطية) حيث تفرخ الديموقراطية البئيسة في مثل اوضاعنا المشوهة اعداءها من رحم احباطاتها وفشل تطبيقاتها ولذلك ستظل دوما تعيش الخطر والتهديد بالتقويض والاطاحة بها من داخلها ولنا في السودان امثلة كثيرة تدلل على هذا الزعم حيث تامرت في الماضي بعض من القوى السياسية المدنية التي تزعم تمسكها بالديموقراطية مع بعض المتربصين بها من العسكريين الناغمين عليها للاطاحة بالديموقراطية من داخل بيتها عندما غاب ( الهارموني ) الديموقراطي بين جميع مكونات الديموقراطية بسبب التخبط وعدم اهلية بعض الكيانات السياسية ديموقراطيا في ادارة الحياة العامة وايضا ادارة ذاتها بسبب انعدام الديموقراطية وثقافتها في داخلها وبالتالي كان التامر على الديموقراطية في السودان ( سنة مؤكدة) اتبعها معظم من يزعمون الانتماء والدفاع عن الديموقراطية ولا زالوا بلا استحياء حتى اليوم يمارسون الصراخ والولولة بكاء على ضياع الديموقراطية
ورغما عن ذلك لا زال الطاغية السفاح البشير ( جلدنا وما بنجر فوقو الشوك) على حسب زعم اخر رئيس وزراء ديموقراطي سوداني أطاح به ذات الطاغية البشير وجر في جلده كل شوك المذلة والمهانات!
اخلص عزيزي القاريء الى ان جنين الازمة الكبرى يكمن منذ البدء في يرقة النشأة الاولى للانسان السوداني في كنف تنشئة اسرية غير سليمة لا تعطي الطفل منذ البدء حرية اختياراته واستقلاليته بقراره والاعتماد على نفسه والثقة بنفسه وقد لقنوه ان الكبير كبير في كل شيءحتى لو كان على خطأ حيث لا يمكن ان نناصحه و ننتقده والا خرجنا على سياقات التأدب والتهذيب ووقعنا في حفر العيب وقلة الادب وهنا اس البلاء حيث يتجذر الخنوع والخوف في سيكولوجية هذا الطفل البريء منذ البدء لاصقا بكل خلجاته وسيرورته طيلة العمرفاقدا الثقة في نفسه ومعتمدا على هذا ( الكبير) في كل شيء من المهد وربما الى اللحد عجينة طرية سهلة يستغلها هذا الكبير والذي قد يكون واحدا من حذاق السياسة الكثيرين والذين يبحثون عن ضالتهم في امثال هذا المستلب ليعجنوه و يصيغوه كيفما يشأؤون لتنفيذ اجندتهم الحزبية ويعتمدون اعتمادا كبيرا على هذا النوع من البشر الداجنات الذي يتقبل المظالم والمفاسد الى اقصى حالات التحمل والخنوع ومن هنا تترعرع الدكتاتوريات وتزدهر في مستنقع يعج بالملايين من هؤلاء البشر الداجنين غير الاسوياء وهو داء يجتاح الجميع من في المشهد السياسي الراهن ولكن بدرجات متفاوته باختلاف البيئة والثقافة والعقيدة السياسية السائدة ولله في خلقه شئون.

العصبية وعقلية الاقصاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نحن قوم في الالفية الثالثة ولا زالت ببعضنا جاهلية من عصبية مقيتة للاثنية والجهوية والثقافة والدين وافة العصبية ايا كانت في اعتقادي هي مرض فتاك يتناسل منتجا امراضا عديدة واخطرها مرض اقصاء الاخر لانها تمثل حالة استعلاء لا يعترف بالاخر حيث الكثيرون يمارسون افة الاستعلاء في مواجهة اخرين وهذه الافة للاسف انتقلت بشدة الى المشهد السياسي الوطني واثرت فيه تاثيرات سلبية كثيرة حتى شوهته وهي من اشنع الافات التي ساهمت في تقويض النظام الديموقراطي حيث سخرها كثير من الانتهازيين السياسيين بخبث لخدمة مصالحهم واجندتهم الحزبية السياسية حينما عجزوا في تقديم اطروحات وافكار وحلول جاذبة لمشاكل الواقع السوداني وهو امر بالتالي لن يجذب اليهم اصحاب العقول والباحثين عن الحق والحقيقة واولئك الانتهازيون مدركون بان الديموقراطية دوما الفيصل فيها صندوق الانتخابات للوصول الى السلطة ولا يهم شكل ووعي وثقافة الناخب حيث تتعامل الصناديق الانتخابية مع البشر كارقام فقط ولا فرق بين صوت العالم البروفسور والامي الجهلول فهما رقمان اصمان متسويان واسهل واقصر طرق الوصول الى السلطة في ديموقراطية هو حصد هذه الارقام الصماء اي الاصوات الانتخابية الصامتة من خلال حشد هؤلاءالغوغاء من العصبيين القبليين والجهويين والطائفيين عبر قادتهم او بالاحرى رعاتهم لدعم حزب يشبع لاولئك البشر الارقام بعضا من مطالبهم البسيطة جدا وهم يسهل قيادهم من خلال التعامل المباشر مع زعمائهم المرتشين من قبل اولئك الحذاق والانتهازيين من قادة العمل السياسي المازوم بالغش والكذب وتزوير الارادات!
فالعصبية قاتلة للحوار لانها اقصائية حيث لا يجتمع الحوار مع الاقصاء حيث لا بد من توافر اطراف الحوار على ارضية مشتركة من المفاهيم العامة وهو ما لا يمكن تحققه مع العصبيات التي لا تعترف باخر ولذلك ان داء العصبية واحد من اسوأ الافات التي تفتك بالمشهد السياسي الوطني واليوم في ظل هذا الواقع المأزوم بهؤلاء المجرمين نجد ان هذا الداء بدأ ينشط بشكل مقزز جدا حيث عادت القبلية والجهوية بشكل بشع تشكل كثيرا من حراكاتنا السياسية وقد شجعها في الاساس هؤلاء المجرمون ليبعضوا هذا الوطن الواحد الى كيانات قبلية وجهوية يسهل ابتلاعها واحدا بعد الاخر وبالتالي يمزقون نسيج الوحدة الوطنية ليسودوا علينا من واقع هذه الخلفية من التمزق والتشتت وهو للاسف امر واقع معاش حيث صارت القبلية والجهوية بعصبياتهما تشكل الدافع والمحرك الاساسي لكثير من الحركات السياسية الجديدة والتي نجح ان يتفاوض معها وان ينفرد بها هؤلاء الحكام المجرمون في مساومات مفضوحة اضرت كثيرا بوحدة الوطن واستقراره وهي اضافات جديدة تعقد ازمتنا مستقبلا حيث يحتاج التغيير القادم اليات ثورية حاسمة للتصدى لمثل هذه الامراض السياسية والاجتماعية التي جذرها ورسخها عن عمد هؤلاء الاشرار الحاكمون وللاسف من غير وعي استجاب لها كثير من دعاة الوطنية في الشط الاخر وقد وجدوا انفسهم رغم شعاراتهم القومية من غير ان يشعروا في كنف القبيلة والجهة اللتين ينتمون اليهما يقاتلون من داخلهما باسم القومية ناسين انهم يساهمون في تنشيط هذا الداء ويشجعون على وجوده وهو امر يشكك في طبيعة الوعي والفكرة التي اليها ينتمون في هذا الواقع المازوم بالنفاق والكذب وهو حال متماه مع سياسات هؤلاء الكذبة الشياطين الذين لوثوا الوطن بكل افاتهم وشرورهم!

العــــــــــــــــواطف الهــــــــدامة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من اعز ما نفاخر به نحن السودانيين امام الاخرين اننا شعب لا زال يحمل دفئا من قيم وعلاقات انسانية مشبعة بروح التكافل والبذل والعطاء والتعاون جعلت منا شعبا عطوفا ودودا حميميا نحسن الاخاء ونكن لعلاقات الصداقة والجيرة والزمالة الدراسية والعملية احتراما كبيرا ولعلاقات الرحم احتراما يصل حد التقديس.. والى هنا يبدو الامر طبيعيا ومقبولاولكن المصيبة تكمن في الاسراف في هذه العواطف لدرجة ان يغيب في وجودها الضمير الحقاني وينهزم الصدق والعدل في داخل اصحابها وفي سكرة الانتشاء بها يمارس الظلم والنفاق والاعتزاز بالاثم وهو ينصر القريب او الصديق او الزميل الظالم الفاسد المجرم على المستضعفين والمظلومين كأنما يفعل فعلا مباحا تقره الشرائع والاديان والاعراف والاخلاق و هنا مكمن الداء حيث تعتري الكثيرين منا في الوطن ذات الحالة العطيبة من اسراف في العواطف حيث تنقلب هذه العاطفة النبيلة الى داء عضال ينهش دواخل صاحبه محيلا اياه من غير ان يشعر الى كائن ظالم مجرم وفاسد حين يتواطأ صامتا عن قولة الحق بعواطفه مع الظلمة والقتلة والمفسدين من اهله واصدقائه ولا يجرؤ على مناصحتهم او انتقادهم او ادانتهم ناسفا بهذه العواطف الهدامة كل وجدانه المتدين وكل اخلاقه ومثله ليبدو انسانا فاقد اخلاق ودين وهو ليس باقل جرم من قريبه او صديقه الظالم الذي انبرى مدافعا عنه بالفعل او بالصمت والانكى ان يكون هو نفسه ضحية لقريبه او صديقه ولا يستحي حين يدافع عنه دفاع ضحية عن جلادها وهو قمة الانهزام والانحطاط وغياب الوعي وللاسف هذا واقع معاش بشكل كبير لا يحتاج للتدليل عليه بادلة لاننا للاسف كلنا نمارسه بلا استثناءحيث لا نجرؤ ابدا على كبح جماح عواطفنا لننتقد او نناصح من نحبهم ونقدرهم من اهلنا واصدقائنا لننصرهم بالحق على باطلهم ليقفوا الى جانب المستضعفين لا الى الظالمين من اهلهم واصدقائهم وهو امر يقدح كثيرا في اخلاقنا وتديننا والمصيبة ان هذا الملمح الخطير من ازمتنا الوطنية يحتل حيزا كبيرا في مشهدها السياسي واضعف كثيرا من مواقف كثير من الوطنيين حينما انهزموا لعواطفهم ونامت ضمائرهم وصمتوا عن ظلم اقربائهم واثروا الهروب من المواجهات الوطنية التي تضعهم في محكات حرجة بين خيار الانحياز الى الضمير الوطني المنحاز لشعبنا وهو ضمير حقاني لا يعرف المجاملة والمحاباة وخيار البقاء في نصرة القريب الظالم ولو كره الكافرون
و الخيارالاخير هو الغالب في ممارساتنا المجتمعية والسياسية وهو السلوك الشائع لغالبية اهل البلاد وهو ايضا مرتبط بالعصبية نحو القبيلة او الجهة او الثقافة او الدين ولذلك اعتبره داء عضالا ناخرا في ذواتنا ومنظومة القيم والاخلاق التي ننطلق منها ومؤثرا كبيرا على اداء المشهد السياسي مرسخا للظلم من غير مبررات ولذلك ان علاج هذا الداء لن يكون الا في سياق مشروع ثوري وطني عريض ينهض بالوطن عبر اليات ومناهج علمية وتربوية ثورية صارمة لاجتثاث هذا السرطان الزؤام!

الانطباعية والاحكــام المسبقة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انها ايضا واحدة من افاتنا التي تعتري الكثيرين منا وهي من معيقات بل قاتلات الحوار الوطني بين اهل الوطن باعتبار الحوار قيمة ديموقراطية حضارية وارضية ثابتة شفافة ينجز فيها لتفاهم والتصالح والتراضي بل ربما التوافق بين المتحاورين من مختلف الافكار والاراء لانجاز حلول مشتركة تخدم الجميع والافة هي التعمد في اغلاق باب الحوار البناء ورفضه من خلال التسرع في اطلاق احكام مسبقة جائرة على افكار او مبادرات مطروحة على بساط الحوار لتفنيدها ومناقشتها وقد تكون جيدة وفيها الكثير من الحقائق والحلول لكثير من مشاكلنا ونحكم عليها بالفشل والاعدام من غير اجهاد انفسنا لتمحيصها وفحصها بعقولنا لتبيان جدواها من عدمهافقط على خلفية انطباعية بسبب احكام سابقة على حامليها بجريرة مواقف لهم لم تعجبنا وربما تقاطعت معنا ولذلك نتجنب حوارهم والتعامل معهم وربما ايضا احيانا كحالة هروبية كنوع من عدم الثقة في الذات لتجنب هذا الحوار والذي لم يعد له هذا المتهرب اي سلاح للمنازلة الفكرية وهوويخاف ان ينفضح امره في هذا السجال ولذلك يلجأ الى هذه الطريقة البائسة لتجنب هذا الحوار بزعم ان صاحبه انسان غير مؤهل او صاحب سمعة سيئة وكانما نحن البشر كائنات معصومة عن الخطأ والذلل غير خطائين لا نغفر لبعضنا عن هفواتهم واخطائهم بل سنبدو كائنات لا تعرف التسامح والتصالح وهنا تضيع الحقيقة والحكمة في معمان هذه الاحكام الانطباعية القاتلة وبالتالي لن ينعقد الحوار المرجو وبذلك تضيق فرصنا في ايجاد حلول ممكنة لازماتنا رغم ان الماثور الديني يقول( الحكمة ضالة المؤمن انى وجدها فهو اولى الناس بها) اي لا يهم من اعطاك الحكمة بل العبرة في اخذها وتوظيفها في حياتنا لحلحلة امورنا طالما هي الحقيقة... وعليه اعتقد ان حالة الحوارات الاسفيرية الجديدة عبر اخطر واهم معطى حضاري انجزته البشرية عبر ثورة الاتصالات العظيمة اي( النت) سيقلل كثيرا من هذه الافة الخطرة اي افة الانطباعية لانه وفر اجواء حرة لحوارات حية متاحة بلا اية ضغوط وابتزازات بين ملايين البشر وترفدهم فيها ذاكرات الكترونية مهولة ومشبعة بالمعارف والافكار والتجارب والخبرات ترفد هذه الحوارات بالمعلومة المفيدة للحلول المرجوة وهي اجواء حرة للمنازلة الشريفة قطعا ينفضح فيها اولئك المصابون بافة ( الانطباعية) اذا اصروا على رفض الحواروالناس قطعا ستشهد هذه الهزيمة وتشهد على ان اولئك غير مؤهلين لخوض هذا الحوار وان انطباعيتهم واحكامهم المسبقة هي ذرائعية وحالة تبريرية مفضوحة للتهرب من هذا الحوار الحر وحتما هم الخاسرون!

الحيـــــــــــــــــادية السلبية!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


كثيرون جدا غير منتمين الى اية قوة سياسية بعينها بل هم تيار ربما هو الاعرض في الوطن اذا جمعناهم في كفة واحدة هم اكبر من اي كيان سياسي وهم من ذوي الكفاءات والخبرات العلمية في بلادنا من الجنسين لازالوا خارج دائرة الفعل لم يستفد الوطن من عقولهم وخبراتهم وافكارهم ورؤاهم الوطنية في حلحلة كثير من الازمات وهم مواطنون لهم كامل حقوق المواطنة وواجباتها واوجب واجباتها المساهمة الوطنية في كل الامور العامة التي تمس امن ونماء و استقرار الوطن واولها الشأن السياسي وهو في اعتقادي الجازم اقدس الواجبات الوطنية مثله ومثل الدفاع عن الوطن بالسلاح في زمن الحروب وهكذا الراي الوطني سلاح مطلوب في زمن الكوارث والخطوب لانه متعلق بادارة امر الوطن وسلامته باعتباره بيتنا الاكبر وهو اهم واقدس من بيوتنا الصغيرة والتي نوليها فقط القداسة في ادارة امورها وتصريفها ناسين انه بانصلاح احوال الوطن الكبير اي البيت الاكبر تنصلح بيوتنا الصغيرة وبفسادها تفسد بيوتنا حيث الوطن هو الذي يحوي بيوتاتنا الصغيرة ولذلك حرصنا عليه هو من باب حرصنا على استقرار وامن ومستقبل بيوتنا ولذلك ينبغي ان نوليه القداسة الاكبر ولا يمكن باي حال من الاحوال ان نفرط فيها لان التفريط فيها لهو تفريط في مستقبل ابنائنا وبناتنا ويبدو ان هؤلاء السلبيين قرروا عدم الالتزام بهذا الواجب الوطني المقدس واكتفوا فقط بالادنى اي بواجبات تصريف امور بيوتهم واسرهم الصغيرة وهم حتى اليوم مجرد ارقام صامته في السجال الوطني من غير ان يكون لهم دور وطني واضح في مسائل وطنية عامة تمس امن وسلامة واستقرار الوطن وكل متساكنيه بما فيهم هم حيث يتطلب الظرف استنفار كل الجهود الوطنية العاجلة لايجاد حلول لها باتخاذ مواقف حاسمة من الجميع بلا استثناء الا العاجزين من الكبار والقصر من الاطفال حيث واجب وطني واخلاقي عليهم تحديد مواقفهم حيال اي ازمة ما تلم بالوطن لنتعرف على طبيعتها هل هم مع صناع الازمة ولديهم دفوعاتهم ام ضدها ولديهم حلولهم البديلة وافكارهم الداحضة لخصومهم صناع الازمة ام لديهم موقف ثالث هو الحل!؟
فالحياد في القضايا الوطنية يعتبر خيانة اذا كان سلبيا لا يحمل موقفا موجبا ولو شخصيا لانه موقف عدمي اي موقف المتفرج حيث لا تحتمل القضايا الوطنية مثل هذا الموقف لانه يمثل خيانة للوطنية ويمثل صمتا متواطئا مع اعداء الوطن
واما الحياد الموجب الذي ينقذ صاحبه من هذه الوضعية المحطة للقيم والاخلاق فهو الحياد الذي يحاول به صاحبه ان يوجد به موقفا ولو شخصيا ثالثا خاصا به كمساهمة وطنية في هذا السجال حيث ليس بالضرورة ان تكون مؤطرا في كيان سياسي حتى تقول قولتك في امور الوطن حيث هو حق مكفول لكل مواطن/ة ان يدلو بدلوه في قضايا الوطن لان السياسة في اعتقادي قضية مقدسة لانها تتعلق بادارة شأن البيت الاكبر وهو الوطن وليست هنالك اصرة اقدس من اصرة الوطن لان كل الاواصر الصغيرة تتأثر بهذه الاصرة المحور الاكبر فلا بيت بلا وطن ولا حزب بلا وطن ولا قبيلة بلا وطن ولا جهة بلا وطن ولا انسان بلا وطن ولذلك تستمد السياسة قداستها من ارتباطها بقضية الوطن والذي بانصلاحه تنصلح كل بيوتاتنا الصغيرة وكذلك بفساده وخرابه تخرب وتفسد كل بيوتنا الصغيرة وتضيع امالنا واحلامنا وامانينا وتطلعاتنا وبالتالي سيكون مصيرنا التشرد والضياع في كنف المنافي والمهاجر والغربة ومعسكرات النزوح والتشرد داخل وخارج الوطن كما هو واقع اليوم بسبب السياسة وفساد اهلها وافكارهم وممارساتهم والسياسة ليست لعبة قذرة كما يشيع ذاك الهروبيون من الحياديين السلبيين لتبرير هروبهم وسلبيتهم وهم يكيلون النقد لكل المنتمين الي تيارات سياسية ويحملونهم كل الخطايا والذنوب والتقصير الوطني ناسين انهم الادنى والاحط مقاما من اولئك الذين ينتقدونهم فاولئك يكفيهم ان لهم شرف المحاولة الوطنية للاسهام لا يهم ان اصابت ام أخطأت لطالما قرروا الانفعال مع قضايا الوطن عبر كياناتهم السياسية التي اختاروها واما هؤلاء الحياديون السلبيون فهم الادني بسلبيتهم وتقاعسهم عن هذا الواجب الوطني عندما اعطوا ضمائرهم وعقولهم اجازة مفتوحة ومنعوها باختيارهم ان تتورط في الشأن العام وبالتالي حرموا شعبهم من عطائهم وبذلهم والذي كان يمكن ان يكون مثمرا لو خلصت نواياهم لخدمة الوطن
حتى لو كانت مجرد مساهمات فردية جريئة بحس وطني سليم وقلب شفاف وعقل مثمر ناقد بناء.
بناء على قولي اعلاه اعتقد ان هذا الملمح من اخطر ملامح ازمتنا الكبرى متمثلا في هذا الكم الهائل والعريض من السلبيين المتفرجين الذي استثنوا انفسهم وحرموا شعبهم من عطائهم لاجل ذواتهم وهو موقف في اعتقادي اقرب الى الخيانة الوطنية والسقوط الاخلاقي لان صاحبه لا يعي سلبيته حيال المظالم التي ترتكب في حقه وحقوق اخرين من بني وطنه هم احوج لنصرته وعونه وهو يجبن عن نصرتهم بقولة الحق والكلمة الصادقة الناقدة في مواجهة ازمات هي من صنع افراد وراؤهم افكار وبايديهم سلطات وقرارات حازوها بالقوة واحتكروها لصالحهم وقد مكنهم من رسوخهم في هذا الظلم والطغيان والفساد هذا التواطؤ السلبي الصامت من قبل هؤلاء المحايدين السلبيين والذين بصمتهم يقرون كل هذه المظالم والمفاسد وبالتالي هم في اعتقادي افة عظيمة من افات هذا الوطن بل ركن اصيل من مسببات ازماته وهم جزء من هذا الخصم المجرم الفاسد القاتل طالما صمتوا عن قولة الحق والصامت عن الحق شيطان اخرس!

صـــــــــــــراع أجيال خفـــي!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



كل جيل يحن الى بعضه والى زمانه بحكم ظروف النشأة وقواسم من الذكريات المشتركة ولواعج واشواق و(نوستالجيا)
هي القاسم المشترك الاعظم بين افراد هذا الجيل مهما كان متوزعا عبر استقطابات سياسية او ثقافية عبر قوى مختلفة تجد دوما هذا الحنين المشترك يشدهم الى بعض وهو يجمعهم ويخفف من حدة خلافاتهم وصراعاتهم ويجعل حالة التسامح بينهم احيانا مسرفة بل ( منبهلة) ولو على حساب المصلحة القومية وهو امر في اعتقادي يعسر كثيرا من فاعلية ميكانيزمات الحراك السياسي في بلادنا ويشيع شيئا من الدكتاتوريات الباطنة داخل كياناتنا السياسية بحكم هذا التصنيف الجيلي حيث تحتكر اليوم كثير من النخب المنتمية الى اجيال الكبار العمل السياسي بحكم السن وهو امر ظاهر للعيان كانما هنالك حزب سري يجمعهم لاحتكار العمل السياسي في الوطن حتى صيروا من كل احزابنا تشبه بعضها البعض في تصرفاتها واشكالها وربما حتى افكارها مهما تسمت باليمين والوسط واليسار ستظل هنالك بصمة تجمعها تمثل هذه الاجيال اي هذا الحزب السري العظيم والذي يجمع كل النقائض الظاهرية والمتوافقة باطنا عقلا وقلبا كالتقاء نقد بالصادق والترابي ونميري واخرين موازين لهم من ذات الجيل ( الحنتوبي) من قوى اخرى وقد التقوا جميعا في حقبة واحدة كانت اسمها (مايو) وفيها تجلى كل ذاك( الشربات) من ذاك (الفسيخ) ولا زال هذا الفسيخ هو السائد والماسك بزمام امور الوطن منذ قبيل اكتوبر 1964 وحتى اليوم 2009 وهو حزب شرس احتكر الماضي والحاضر وهم في ارذل العمر يفكرون في احتكار المستقبل وباقل خسارة ولا زالوا يطمحون ان تحكمنا قبورهم بعد مماتهم وعلى اقل تقدير ان يحكمنا مستنسخون من داجناتهم بعد مماتهم لتظل ارواحهم وبصماتهم تحكمنا الى ابد الابدين من خلال عقليات مكرورة انتجوها (بطول المدة ) من المريدين والمحبين داخل تلكم الاحزاب قطعا ستستمر تحاكيهم في كل تصرفاتهم وخلجاتهم وحتى ابتساماتهم وبالتالي سنظل وطنا عائشا في المستقبل على اجترار ذات الافكار والممارسات ونعيد انتاج ذات الازمات وكل يوم سنعيد انتاجها وقطعا لن نتقدم لاننا لم نتحرر بعد من عقلية اولئك الدناصير والمومياوات وبالتالي سنكون في مؤخرة ركب الحضارات لاننا امة من المجترات اي ( صاقعات الجرة)!


الكســــل الفكــــري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


يبدو اننا اذا قامت الساعة الان وطلب الرب من امم الارض ان يقوم كل انسان فيها بتسليم نعمة العقل الى خالقها
سنكون نحن اكثر امم الارض صدقا وامانة في المحافظة على هذه النعمة الوديعة اي العقول والامخاخ حيث سنرجعها الى الرب ( جديدة لنج)
لاننا بكل بساطة لم نستخدمها كثيرا في هذه الحياة الدنيا بل حافظنا عليها جديدة بلا استعمال الا من رحم ربي فقد ظللنا حتى اليوم امة من مجترات افكار وتجارب الغير حيث الشاطر و( المثقف) منا جدا مقياس وعيه بيننا بكمية الكتب التي اطلع عليها وبحجم اللقب العلمي الذي يحمله وكفي فهي معايير ترفعه مكانا عليا في هذا المجتمع الانطباعي الطيب وبعدها تكون كلمته نافذة لها سحر وسلطان على الاخرين من هم اقل مرتبة واطلاعا منه حيث يسحرهم اللقب العلمي والجمل المنمقة التي يهندم ويجمل بها حديثه في كل المناسبات من غير محتوي من افكار واراء نيرة واحيانا يرتفع مقامه في السياسة اذا ولجها لقضاء حاجة في نفسه كما يفعل الكثيرون من هذا الصنف مخترقا كل الجدر الحزبية الهشة الى درجة الاستوزار في حكومة ما من غير ان تكون له مواقف وطنية فيها وقبلها ويمكن ان يصل الى ما يريد عبر هذا السلم الانتهازي السهل محققا كل ماربه واجندته الذاتية من غير ان يكون مبدعا ولا صانع افكار ولا مبادرات بسبب الاطلاع والشهادات التي يحملها حيث سلوكه داخل المؤسسة السياسية لا يختلف احيانا عن سلوك المواطن العادي ايضا داجنا خاضعالقيادة الحزب بكل انهزام والمفارقة قد يكون راعي الحزب اقل علما واطلاعا من صاحبنا
( المثقف العالم البروفسور) ولكن صاحبنابكل انهزامية لن يعصي امرا للراعي او الرئيس اي الكبير في وسط يحترم التلقين والتوجيه منذ المهد الى اللحد وكلمة ( لا) من اندر الكلمات في قاموسنا الاجتماعي والسياسي لانها شارة حمراء قاسية لا يمكن عبورها بسهولة والا ستدفع ثمنا باهظا سواء في البيت او الشارع او الحزب او المؤسسة الخدمية ولهذا السبب تنعدم روح الاستقلالية الذاتية وتنعدم الثقة في داخل الانسان السوداني طالما هنالك من يلقنه ويوجهه وهو راض بذلك من المهد الى اللحد وهو امر يؤدي الى غياب روح الخلق والابداع وبالتالي لن ننتج افكارا خاصة بنا لاستعمالها في حلحلة امورنا والشاهد على قولي اعلاه انظروا الى المكتبة السودانية وادبيات احزابنا بسبب الكسل الفكري تجدها دوما فقيرة جدا من الكتابات الفكرية الجديدة رغم حشوها بالاف من المتعلمين واصحاب الالقاب والشهادات وهي لا زالت من غير اطروحات فكرية واضحة تجدها لا زال اسيرة مجرد شعارات باليه قديمة عفا عليها الزمن وهي بذات اسمائها القديمة وذات قياداتها العتيقة وذات قصصها القديمة التي نجترها كل يوم ونلقنها لابنائنا وبناتنا ونحن من غير وعي نلقنهم و نورثهم احقادنا وانطباعاتنا وامزجتنا واحكامنا وتقييماتنا وبالتالي لن يكونوا بدائل لنا بل مجرد كائنات مستنسخة تمارس اجترار ذات التجارب والافكار وذلك بسبب غياب صناع الافكار والمبادرات حيث ( المثقف) عندنا اكتفي فقط بعدد الكتب التي اطلع عليها وبعدد الالقاب والشهادات العلمية التي حصدها من غير ان يكون هاضما حقيقيا لتلكم الافكار لتجديدها او يكون منتجا لافكار بديلة عنها وللاسف من غير ان يكون له موقف وطني واضح وهنا قمة الكسل الفكري وهو افة تضرب المشهد السياسي بسبب غياب اولئك المفكرين والمبادرين والمجددين والرواد قادة المجتمع الى الامام وبذلك يتأكداجترارنا للقديم وهو ذات الجو الخصب لاعادة انتاج الازمات حيث لا زال الحال منحدرا دوما من السيء للاسوأ و لا زال الانسان السوداني المحبط في الراهن والمستقبل لديه حنين الى الماضي لانه في اعتقاده افضل من الراهن ومن القادم لانه يشعر بالانحدار والضياع من واقع معطيات تبرر احباطه وقرفه حيث لا يوجد هنالك من يعطيه العشم في التغيير والمستقبل الواعد بالخير والنماء من خلال افكار ومبادرات وطنية جادة حيث لا زالت اليموقراطية الثالثة بكل ازماتها اليوم عند كثيرين يحنون اليها ارحم وافضل من هذا الراهن المازوم بالظلم والارهاب والفساد والهوس والسفاح نميري بكل اجرامه افضل من كل اللاحقين و الطاغية ابراهيم عبود ملاك رحيم افضل من نميري و كل اللاحقين والاستعمار الاجنبي صار عند الكثيرين ارحم من كل الحقب الوطنية اللاحقة وهكذا دواليك يا للماساة والكارثة لا زلنا نغوص في القاع وتتحصر خياراتنا بين السيء والاسوأ والاسوأ من الاسوأ اي بين الصفر وسالب واحد وسالب اثنين وسالب ثلاثة ولا امل في مستقبل يخرجنا من هذا القاع الحضيض .
نعم لو كان هنالك منذ البدء في طفولتنا تربية تعزز الثقة بالنفس والاعتمادعلى الذات ورفض الخطا وتقبل النقد وثقافة الاعتذار وحتى ألعاب طفولتنا مختارة بعناية بحيث تحفز فينا الرغبة للبحث والمغامرة للاكتشاف والاختراع ومناهجنا الدراسية منذ المراحل الاولية على تحفز الابداع والخلق وروح البحث والاطلاع على ثقافة الغير والاستفادة من تجارب الاخرين بالتأكيد حينها لن نكون خاملين وكسالى فكريا بل سنكون صناع افكار ومبادرات انطلاقا من هذا الواقع المحفز للخلق والابداع وقطعا سينعكس هذا على الاداء العام للدولة حيث ستعم النجاحات والنماء والتطور والاستقرار والرخاء بسبب هذا الجو المشجع انسانها على الخلق والابداع.

للموت فيتو يصادر الحق والحقيقة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعم ان الموت حق وحالة حتمية لا شك فيها ولها القداسة والاحترام لارتباطها بامر الذات العلية وركن اصيل من اركان ايماننا في الدين بالقضاء والقدر وهو امر تتفق على حرمته تقريبا كل الاديان والشرائع الارضية ولكنه لن ينفي الحق والحقيقةعندما يتعلق الامر بضرورة تأكيد تثبيتهما ونحن نهم بانتقاد الميت اثناء حياته وهو كائن فيها كان باخطائه وعلاته لانه انسان وكلنا بشر خطاؤون وبالتاكيد ربما تكون علاته واحدة من معسرات وسببا اصيلا في شقاء والام الكثيرين من الاحياء والاموات ولذلك التعرض له بالانتقاد الموجب من غير اساءة الى اهله واسمه ياتي من باب اصلاح الحال والاحوال وليس اساءة اليه في ذاته وهو امر مشروع وهذا هو الوضع الطبيعي والموضوعي المتسق مع الحكمة والوجدان السليم ولكنه للاسف في حياتنا اليومية واقع غير مستساغ بل مستهجن جدا للكثيرين من الاحياء باعتبار التعرض للميت في رايهم اثما كبيرا حيث لا بد من ذكر محاسن موتانا فقط وعدم التعرض لمساوئهم باعتبار ان الموت بهيبته وقدسيته اعطاهم (فيتو) يحجب اي صوت صادع بالحق لنقد المرحوم وسيرته حتى لو كان نقدا في صالح الجماعة حتى لو كان المرحوم طاغية مشهورا مجرما مات وفي رقبته ارواح الالاف من اذهق او تسبب في اذهاق ارواحهم كأنما الامر امرا الهيا مقدسا ومسلمة من المسلمات لا يمكن المساس بها وهو امر يجافي روح الحكمة طالما يحجب الحق والحقيقة وبالتالي لهو مسلبة ينبغي التصدي لها في واقعنا
حيث لا انسان فوق النقد سواء كان حيا او ميتا لاننا غير معصومين... ولكن من حق الميت علينا ان نحترمه فان كان صاحب خير ومحاسن فمن باب الوفاء له علينا ذكر هذا الخير وتلكم المحاسن وايضا واجب علينا ان كان صاحب شرور تبيان هذه الشرور بالنقد البناء لتفادي مثل هذه الشرور مستقبلا وليكن عظة وعبرة لاخرين قد يسيرون في ذات الطريق الذي سلكه ( المرحوم) وبناء على هذا النقد البناء حتما سيجتنبونه! ولكن ماذا يقول اولئك الطيبون اذا لم يترك المرحوم حسنة واحدة في حياته ومن اين نوجد له محاسن وهو فاقدها وفاقد الشيء قطعا لا يعطيه!؟
عزيزي القاريء ان هذا الواقع السلبي لهو حالة شائعة في حياتنا تلقي بظلالها للاسف على المشهد السياسي
حيث في لحظات عاطفية جياشة بمشاعر الرهبة من الموت تعتري الكثيرين منا وهم في حالة استقطاب عاطفي في صف المرحوم حتى لو كان سيد الاجرام والفساد بزعم انه بين يدي مليك مقتدر ولذلك محصن ومعصوم من النقد وهو في اعتقادي سلوك يجافي الحكمة ويؤله الانسان ويعطي المجرم الميت ما لا يستحقه من تعاطف في غير محله اولى به احياء هم ضحاياه ولا زالوا يعانون في حياتهم بسبب مساويء وشرور ذاك المرحوم الفاسد المجرم والذي ينبغي ان ننتقده بلا مجاملة كي يكون عظة وعبرة لاخرين يفكرون في انتحاء ذات طريق المرحوم المليء بالاثام والشرور!

ذهنية رزق اليوم باليوم وغياب التفكير الاستراتيجي!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في اعتقادي واحدة من اخطر افاتنا ومن مؤججات ازمتنا الكبرى انه تسيطر علينا كثيرا في تفكيرنا ذهنية موغلة في الانانية ومستعجلة للنتائج من غير صبر واناة وترو وتخطيط سليم ولا تحتمل امدا بعيدا اي تفكر بايثار وطني لاجل أجيال قادمات لتنعم بثمار ذاك التخطيط مثلما تفكر الامم المتطورة وفق خطط استراتيجية بعيدة المدى وفق رؤية قد تمتد مئات السنين او ربما الاف حيث يجتهد فيها بهمة وطنية عالية وبايثار وطني نبيل المخططون الاداريون والتربويون والمهندسون في كافة المجالات الصناعية والزراعية ويسهر العلماء المخترعون ويجتهد المثقفون والمفكرون في انتاج معارف تخدم مواطنيهم على مدى بعيد لا يطمعون في حصد ثمارها لذواتهم بقدرما هي لابنائهم واحفادهم القادمين في وطن ليس فقط هو ملك للحاضرين بل هو للماضي والراهن وللمستقبل واجيال واجيال المستقبل الى ان تقوم الساعة!
ان ما خططه المستعمرون في السودان من خدمة مدنية وتعليم وخدمات صحية ونقل نهري وسكك حديدية ومحالج ومشاريع زراعية لا زال يمثل تقريبااساس البنية التحتية الى اليوم للدولة السودانية الحديثة التي خطط لها مستعمروهاهكذا لامد بعيد ان تكون مرتبطة بهم لا حبا في شعبها بقدرما هو تخطيط خبيث ان تكون دولة مستقرة في خدمة مستعمريها بكادر وظيفي منضبط ومؤهل لادارة شئونها وتصريفها حسبما يريد المستعمر من وراء البحار وللاسف لم تضف لاحقا الدولة الوطنية ما بعد الاستقلال الى تلكم البنية التحتية الاستعمارية اية اضافات يمكن ان تضاهي ما فعله المستعمر وهي المنجزات التي لا زال يثمنها اهل البلاد حتى اليوم وهو تعبير حقيقي عن افلاسنا في التخطيط للدولة الوطنية التي اتت لتدمر ما بناه المستعمر حيث انهار التعليم وقطاع الصحة وقطاع السكك الحديدية والنقل النهري وانهار ايضا مشروع الجزيرة العظيم وهو من اكبر مشاريع الزراعية في العالم وايضا انهارت الخدمة المدنية في غياب التخطيط الاداري الحديث واصبح كل شيء خاضعا لمزاج الفئات الحاكمة منذ الاستقلال 56 وحتى اليوم حيث كل فئة شمولية حاكمة تريد ان تبني نظامها الحاكم على انقاض الحكم السابق له فتتصرف كل فئة بمزاجها ورؤيتها الاحادية في مقدرات الدولة ترفت من تشاء وتعين من تشاء وتدمر منجزات السابقين حتى لو كانت في مصلحة الوطن من باب التزيد والمكيدة السياسية وايضا ساهم الحزبيون في الانظمة الديموقراطية الموؤدة الثلاثة في غمار مشغولياتهم في سباق السلطة في تدمير ما تبقى من مقومات الدولة باستهتار ليس له مثيل حيث لم يكن هنالك توافق على حد ادنى من السياسات بين الفرقاء لخلق الاستقرار ولذلك غاب التخطيط الاستراتيجي وظلت تحكم البلاد ذهنية رزق اليوم باليوم مع مطلع كل شمس حسبما تشتهي سفن احزاب الديموقراطية الحاكمة وهم كالاخوة الاعداء ليس هنالك ما يوحدهم الا شهوة الحكم وفي ذات الوقت هم اكثر استهتارا في الحفاظ عليه والدفاع عنه واحيانا عندما
ينعدم الوفاق بينهم يبدأ كل واحد يفكر في التامر على الاخرين طالما استشعر ضياع مصلحته في هذا المعمعان ولو ادى الامر الى التامر على اللعبة الديموقراطية كلها وهذا ما حصل في كل ديموقراطيات السودان الموؤدة وبهذا الحال منذ عام 1956 وهو عام الاستقلال وحتى اليوم لم تستقر الدولة السودانية الوطنيةابدا وهي فريسة الصراع الحزبي الشرس والذي ادى الى ايصالها الى هذا الحال الكارثة حيث غاب الضمير الوطني الايثاري الذي يرجح كفة الوطن على كفة الحزب او الطائفة او القبيلة او الجهة وبالتالي لم يعد ممكنا ان يكون هنالك تخطيط استراتيجي مع هذه الحالة غير المستقرة وانطبعت بذلك الذهنية الرسمية الموسمية بهذا الحال من اللا استقرار واللاثقة في المستقبل ولذلك يفكر الجميع بذهنية رزق اليوم باليوم في غياب الثوابت الوطنية وهو امر اضر كثيرا بمستقبل الدولة السودانية والنتيجة
هو هذا الواقع السافر الماثل امامنا حيث تتسلط على الوطن هذه العصابة التي تتعامل معه بضمير مجرم منتقم وكانه وطن غنيمة توزعوه فيما بينهم ويبدو انه عندما يغادرونه لن يجد الابناء والاحفاد الا ذكريات من وطن كان اسمه السودان وهي ارض محتلة بالغرباء وشعبها سيموت نصفه في الحروب والمجاعات والنصف الاخر سيظل مشردا في اصقاع الدنيا ومن باعوه يعيشون بقية العمر وابناؤهم في ترف عظيم في دنيا فانية ولكن عقاب الله عظيم في انتظار الظالمين!

غياب النقد الذاتي وثقافة الاعتذار الاعتراف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

داء المكابرة والاصرار على الخطأ اي ( ركوب الراس) والتي لايتمتع اصحابها بفضيلة نقد الذات ولا يعرفون ادب الاعتراف والاعتذار يمثل حالة نفسية سالبة تعترى كثيرا من البشر ولكنهم ليسوا اغلبية في اي مجتمع في الدنيا حيث يتوزعون على هذا المجتمع المعين بنسب متفاوتة من التركيز في اي صعيد من صعده الحياتية ولذلك لا يظهر تاثيرهم على الحياة العامة بشكل واضح ومؤثر ولكن لسوء حظنا العاثر نحن شعب السودان وهو دوما عاثر الحظوظ فان هذه الشريحة المأزومة بهذا الداء النفسي الخبيث قد تركزت في حياتنا للاسف الشديد في المشهد السياسي وهنا المأزق الحقيقي الذي يجابه شعوب السودان حتى اليوم ان سطرت لنا الاقدار هذا الحظ التعيس لتبتلينا بهذا الصنف من البشر وكثيرون منهم للاسف هم من المهتمين اليوم بالعمل العام اي السياسة والتخطيط والادارة في البلاد منذ امد بعيد لانها بالفعل كارثة اذا ضرب هذا الداء المهتمين بالسياسة لان ضررهم سينعكس على وطن بحاله وحينها فان الوطن والشعب ومستقبلهم في خطر حيث هنالك مشروع طاغية في الطريق ينبغي ان نحذر منه وتتمظهر هذه الحالة في بلادنا تحديدا في جل كياناتنا الحزبية الراهنة والتي لا زال يقودها هذا الصنف المازوم بهذا الداء منذ امد وهم لا زالوا قادة هذه الاحزاب التي تزعم المناداة بالديموقرطية ولا احد يستطيع ان يغيرهم من داخلها حيث لهم سطوة مطلقة على العضوية وبالتالي فان وجودهم حتى اليوم على قمة هذه الاحزاب هو اول معيقات العمل الديموقراطي حيث يمثل وجودهم المخضرم جدا على سدة تلكم الكيانات لعقود اهانة بالغة للديموقراطية وشعاراتها و محط لهيبتها وهو امر عزز بالتالي وجود المغامرين المتربصين للاطاحة بها وقد فعلوها عدة مرات وايضا وجودهم يخلق حالة تناسل لاخرين يلدونهم من داخل هذه الكيانات بذات الداء الفتاك وهم نسخة من رؤسائهم وقادتهم ورعاتهم ورثوهم ذات الداء فكرا وسلوكا ووجودهم يظل خطرا يتهدد العملية الديموقراطية في اي زمان طالما كياناتنا السياسية اصبحت ( مهكورة)بهذا الفايروس اي هؤلاء المعطوبون بهذا الداء اللعين وهم المبرر الحقيقي لقدوم الدكتاتوريات!
ان هذه الذهنية اقصائية وبالتالي لا تنفع ابدا في التعايش في الاوساط الديموقراطية ولا تستسيغ ابدا اجواء الديموقراطية
وحتى اذا وجدت فيها فانها من نشازاتها حيث لا تتناغم سلوكياتها مع روح الديوقراطية وبالتالي تكون مهيأة للانقضاض على الديموقراطية بالتامر عليها من داخلها واذا قدر الرب ان تتولى منصبا اداريا اوسياسيا في الدولة قطعا سيكون اداؤها سالبا لانه احادي التوجه لا يعتد باراء الاخرين ولا يحتمل النقد وبالتالي لن يحقق نجاحات في موضعه طالما يستثنى اراء وخبرات اخرين من حوله يمكن ان تثري بالتعاون معه مشروعهم بالنجاحات المضمونة لانها ستكون نتاج تلاقح عدة رؤي وخبرات وتجارب لاشخاص عديدين ساهموا مع هذا الكائن بارائهم وخبراتهم وبالتالي تنتفي احادية النظرة ولكن في الغالب ان مثل هذا الكائن لا يعتد ابدا باراء اخرين طالما هو مصاب بهذا الداء والمصيبة انه اذا وقع في خطأ فادح ستجده تبريريا ليبرر عجزه وفشله لاسباب خارجة عن الارادة اذا كان فشلا فاضحا تسبب فيه شخصيا ولذلك فهو كائن خطير ينبغي ان يرصد في الحياة العامة بحذر لانه يرقانة دكتاتور قادم يبحث عن عائل يستوطن فيه ولذا علينا توخي الحذر منه قبل ان يصير حشرة كاملة حتى لا يصل الى اي موقع قرار لان ضرره تدميري سيمس الجميع!
ان بعض قادة العمل السياسي في بلادنا تتوفر لسوء الحظ فيهم هذه الحالة المرضية ولكنهم دثروها بشعارات الديموقراطية واكتفوا فقط بان يكونوا طغاة في داخل احزابهم على رعاياهم وقد ألجمهم تبنيهم لشعارات الديموقراطية من ان يجاهروا بما في دواخلهم بهذا الداء حتى لا يخسروا جماهيرهم من الرعايا الطيبين ولذلك تجدهم من السهل عليهم التطبيع مع اي شمولية لاحقة قد تطيح بهم وهم لا يتحرجون من التعامل معها لانهم ايضا طغاة في لبوس مدني وداخل احزاب سياسية اشبه بالزرائب لا تحمل من الديموقراطية الا اسمها عبر شعارات بالية كاذبة لا زالت تضلل الكثيرين واماسفاح السودان البشير وبطانته هم انصع مثال لهذه الحالة المرضية المستمرة والسافرة عشرين عاما وهم في قمة الطغيان والاعتزاز بالاثام لا زالوا يحاولون باعلى حالات المكابرة تجميل قبح وجه ( الانقاذ) الكالح والملطخ بالدم والماسي والكوارث والفشل والخراب في كل مكان ونفي كونهم طغاة متجبرين وهو امر لا ينكره الا مكابر وهم سادة المكابرين!




الصفح والعفو المنبهـــــــــــل!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نحن بالفعل امة طيبة جدا لدرجة من الطيبة (المنبهلة والمنبذلة) الى الحد الذي ممكن ان نبكي ونحن نذرف الدمع سخينا بلا ادنى حالة من تأنيب الضمير ومراجعة النفس وقد ننعي في ذروة عواطفنا سفاحا أذلنا وقتلنا وجوعنا وشردنا وننسى له كل تلكم الماسي والفواجع التي ارتكبها في حقنا ونحن شعبه من غير حساب ولا عقاب لرد الاعتبار لعشرات الالاف من ضحاياه ونحن نسترخص ارواح اولئك الضحايا الذين غدر بهم وقتلهم ويتم وشرد اطفالهم واسرهم وعرضهم للضياع والخراب وهو تفريط ما بعده تفريط وانهزام في قاع الانهزامات حينما لانعير حرمة لا رواحنا وكرامتنا وشرفنا .. وحتىاذا اذا تجاوزنا عن معاقبته بانفسنا ونحن ناخذ بالثار منه حقوقنا علينا بالحد الادني المطالبة بملحة لمقاضاته وملاحقته بالقانون وفضحه بالوسائل السلمية من صحف وندوات ومحاضرات وتظاهرات في كل مكان يغشاه والتظاهر امام مكان اقامته او عمله حتى نذكره نحن اهل الدم بجرائمه وبشاعاته لكي يموت موتا معنويا يستحقه كحد ادني من ثأر معنوي مقابل ما فعله بنا وباعز الاصدقاء والاهل من المناضلين الابرياء الذين دفعوا ثمن صمودهم في مواجهة بطشه اما الروح او الحرية او التعذيب والتشويه والتشريد والافقار!
والشاهد في قولي ان كثيرا من المجرمين المعروفين لدى شعب السودان من السفاحين و المعذبين واللصوص من بقايا الدكتاتوريات المدحورة الذين ساموا شعبنا قتلا وظلما وفسادا لا زالوا احرارا يمرحون في الاماكن العامة في بلادنا وخارجها احرارا طلقاء من غير ان يحاسبون على جرائمهم السابقة في حق الاف من الابرياء وحتى الذين ادينوا بعد ان حوكموا ونفذ فيهم الحكم اطلق سراحهم في فترات سياسية لاحقة قبل ان يتموا فترة العقوبة من غير احترام لقرار وسيادة القانون واستقلالية القضاء في بلادنا وهو امر شائع في حياة اهل السودان!
وحتى الذين من هم لا زالوا في معية هذا الحكم الراهن الظالم من قتلة ومعذبين معروفين باسمائهم قتلوا من قتلوا وعذبوا من عذبوا من المناضلين الاموات منهم والاحياء للاسف لا زالوا يمرحون في الطرقات العامة ويؤدون وظائفهم من غير ملاحقات قانونية لهم من قبل ضحاياهم رغم تشدق الدولة البوليسية بكفالة حق المقاضاة وتبجحها الكاذب بحيدة القضاء وسيادة القانون ونزاهة مؤسساته وهذه الحالة تعكس وضعا انهزاميا بشعا يجتاح الانفس السودانية وهي تقبل الظلم والضيم امرا واقعا بلا ادنى وازع اخلاقي يحث الانسان ان يثار لكرامته وبالحد الادنى ان يسلك الطرق القانونية في ملاحقة اولئك المجرمين المعروفين باسمائهم واماكن عملهم واقاماتهم وهو امر لا يمكن ان اسميه حالة تسامح سامية بل انهزام وخنوع ورضوخ وهو امر بالتالي يشجع كثيرا من المجرمين والمغامرين مستقبلا ان يسلكوا ذات الطريق البشع من الشرور الذي سلكه اسلافهم الاحرار والذين لا احد لاحقهم او اخذ بثاره منهم حتى يكونوا عظة ودرسا للاخرين وهو امر بالتاكيد يخل بالحياة العامة ويشجع الاشرار لتلويثها طالما تعج الحياة بهذا الصنف من البشر الطيب المتسامح جدا حد الخنوع وتقبل الامر الواقع وهو انهزام ما بعده انهزام وللاسف صار هذا السلوك سمة سودانية عامة طبعت الحياة بروحها وهو وجه سافر جدا من اوجه ازمتنا الكبرى يرفدها بهذه الروح الكسيرة التي تقبل المظالم والقهر والفساد وهو اخصب الاجواء لنمو الطغيان والطغاة !

كياناتنـــــــــــــــــا السياسية غير ديموقراطية!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا زلت على قناعة بان العملية الديموقراطية مثل الاوركسترا الموسيقية حيث تحتاج اي معزوفة فيها الى حالة من
( الهارموني) اي التناغم والتناسق النغمي بين كل ادوات العزف وفق ( نوتة) معلومة لتخرج اللحن المعلوم والمطلوب جدا من الجمهور الحاضر ليسره ويدخل فيه البهجة من غير اي نشازات في هذا اللحن لان اي نشاز صادر من اي الة بالتأكيد يشرخ هذا التناغم الموسيقي المطلوب مع بقية الالات وبالتالي يختل اللحن ويخرج لحنا بائسا لن يرضي الجمهور وقد يكون سببا في خروج الجمهور ثائرا على الفرقة وقائدها وبالتالي تفقد الفرقة هيبتها واحترامها لدى الجمهور وقد تنتهي هذه الفرقة بسبب هذا الموقف الفني المعطوب!
وهكذا العملية الديموقراطية تتطلب انسجاما تاما بين كل مكوناتها والتي ينبغي ان تكون في ذاتها متوازنة ديموقراطيا
لتخرج كادرا سياسيا ديموقراطيا يحترم الديموقراطية ويدافع عن الديموقراطية واية نشازات في داخل هذه المكونات قطعا ستخل بادائها الذاتي وبالتالي سينعكس ذلك في ادائها الخارجي مع الجميع في اداء العملية او النوتة الديموقراطية
ولذلك اناشد دوما ان يكون هنالك ضابط او رقيب ديموقراطي لضبط الايقاع الديموقراطي في اي ديموقراطية قادمة
وهو يحث ويرشد الممارسة الديموقراطية داخل كيانانتا السياسية وفق نسق يتفق عليه الجميع واي خروج منه يتطلب تدخلا من هذا الضابط للايقاع الديموقراطي لاعادة الامور الى نصابها الديموقراطي في ذاك الكيان الناشز حتى يكون متناسقا ومتوائما مع الكل في المعزوفة الديموقراطية الموحدة.. ولذلك ينبغي ان لا نشجع الخلافات والانقسامات داخل القوى السياسية لحسابات كيدية واية خصومات ينبغي ان تراجع داخل اطار الكيان السياسي بشكل ديموقراطي سلمي وعادل يرضي الجميع وذلك كي نحافظ على وحدة الكيان السياسي وايضا هيبة العملية الديوقراطية واستقرارها وان نحميها من كيد المتربصين بها وغالبا ما يكاد لها بواسطة اولئك الناشزين وقد يفعلونها مكايدة وانتقاما من اخرين من غير توخ للمصلحة العامة وهكذا سقطت ديموقراطياتنا جميعها بهذه الاسباب الكيدية بسبب هذه النشازات السياسية في غياب الممارسة الديموقراطية الراشدة والتي نفتقدها حتى اليوم في كل منظوماتنا السياسية وهو وضع لا زال يهدد اي ديموقراطية قادمة اذا لم يأخذ الناس مستقبلا في الحسبان هذه المقترحات الضرورية لعلاج البناء الديموقراطي في السودان.

الحلول الممكنة وغير الممكنـــــــــــــــــــــــــة!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ان مثل هذا الواقع الشائك والمعقد جدا بهذه التركيبة المتداخلة من الازمات ليس من السهل تفكيك ازماته في سياق ظروف سياسية عادية وباليات عادية تقليدية في وجود قوي تقليدية هي نفسها جزء اصيل من تركيبة الازمة وقد ظلت للاسف هي المسيطر على مقاليد السياسة في بلادنا لاسباب اجتماعية ودينية تاريخية لديها السطوة والحظوة في الفوز بالديموقراطيات وهي غير مؤهلة فكريا وسياسيا لاستحقاق هذا الفوز و للاسف وحدها التي لديها امكانيات بلوغ السلطة عبر صناديق الانتخابات التي تعترف فقط بالكم وليس بالكيف وهو الذي يؤدي الى فوز هذه القوى ليس لانها ذات اطروحات وافكار هي الانفع والاجدى ولكن مثلما قلت انفا انها ذات حظوة تاريخية اورثتها هذا الكم من المريدين والتابعين والقادمين من المواليد عبر تناسل هو الرافد الاساسي لهذه القوى بالبشر وهم وقود الوصول للسلطة عبر صندوق الاقتراع الذي لا يعترف بالانسان الا رقما فقط في داخله ولا فرق فيه بين البروفسور والراعي وهو وضع دوما ظل في صالح هذه القوىالتقليدية للفوز بالديموقراطية كدكتاتورية مدنية مقننة وهو من المحبطات الكبرى التي تؤدي دوما ان يتمرد عليها كثير من المحبطين من هذه الوضعية ( التكويشية) التي تؤدي الى سيطرة دائمة على الديموقراطيات بهذه القوى الحشدية والقطيعية ولا يتورعون من الانقضاض على الديموقراطية طالما لا تعترف بالفروقات النوعية في الافكار والادوات.
ولذلك ان احداث هذا التغيير الجذري المطلوب للخروج من هذه الورطة والوهدة الكبرى هو امر يحتاج جهدا وطنيا نوعيا عاليا وبكفاءات وخبرات واخلاقيات متميزة تناسب حجم هذه التحديات والتداعيات الراهنة عبر تحالف وطني عريض من المستنيرين الوطنيين من داخل كل قوانا الوطنية وهم تجمع بينهم قواسم هموم وتطلعات مشتركة وهمة ومسئولية وطنية لمواجهة هذه التحديات لاخراج هذا الوطن من هذا الوضع الكارثة اما عبر ثورة شعبية شاملة وهو الوضع الامثل وهو اقصر الطرق لاحداث التغيير عبر هذه الطريقة الثورية الاستثنائية التي ستختذل كثيرا من الزمن وتحرق كثيرا من المراحل بالياتها الثورية الاستثنائية التي ستتخذ حلولا جذرية قد تكون مؤلمة في بداياتها ولكنها ستظل مثل عملية جراحية ناجحة قطعا ستصحبها دماء والام طالما تعمل على استئصال هذا الداء من جذوره لياتي الشفاء الناجع اخيرا بعد كثير من الالام المؤقتة وهو حل افضل وممكن معه الشفاء التام والعاجل واما الممكن وغير الممكن وقد يكون طويل الامد وتلفيقيا هو الحل القائم على انعقاد الانتخابات عبرعمل لحشد تحالف سياسي عريض بين الفرقاء قد ينجح وامله ضئيل وقد يفشل وهو الغالب طالما الخصم او السرطان بكامل عدته وعتاده وامكانيات دولة بكاملها في يده حتما سيستخدمها وهو يعمل على تفشيل كل مسعى من هذا النوع لتكسير هذه الاحلاف غير المقدسة بسلطة المال والترغيب والترهيب وقد شرع في ذلك منذ امد طويل ونجح لحد ما وحتى لو شاءت الاقدار ان تحالف الاخوة الاعداء وظفروا بالديموقراطية ايضا في انتظارهم كثير من العقابيل والقنابل الموقوتة التي سيزرعها في طريقهم ذات الخصم الذي سيعمل بكل ما اوتي من قوة على تفشيل العملية الديموقراطية وضرب هيبتها واية محاولات تستهدفهم من داخل مؤسساتها اما بافتعال الازمات في طريقها وهم الممسكون باقتصاد وتجارة البلاد ولذلك يمتلكون امكانية هذا الحل واما باثارة القلاقل والعصيان لانهم الممسكون بالامن والسلاح والمال وبالتالي قادرون علي احداث مثل هذه الاعمال واذا استشعروا تماما انهم في خطر لديهم ايضا امكانية الاطاحة بالنظام الديموقراطي لانهم ممسكون بالجيش والامن والشرطة والمليشيات والاعلام وعليه فان الحل الاول هو الامثل والانسب لاحداث هذا التغيير الجذرى الشامل والذي سيعيد الامور في الوطن الى نصابها بعد محاسبة المجرمين و استعادة اموال الشعب منهم وبالتالي يمكن ان تنشيء مؤسسات وطنية ثورية وهي التي ستقوم باعادة تأهيل بنيات الدولة الوطنية الجديدة القائمة على مبدا المواطنة لينطلق الوطن معافى الى مرافيءالتقدم والرفاه في ركب الحضارة الكبير بقوى وطنية مستنيرة من داخل قوانا السياسية تقدم مصلحة الوطن فوق مصلحة الحزب والطائفة والجهة والقبيلة والاسرة والفرد ( يا ريت) !

حكاية هباني ظاااطو والتاكسي ظااطو!





لاول مرة اشعر ان الانسان اذا تمدد بتواضع بانسانيته الى حدود ما بمقدوره ان يخلق علاقة وجدانية بالاشياء يحس بها ويرتبط بها حبيبة وصديقة يشعر تجاهها بطمانينة والفة وسكينة تجعله يحبها وتحبه في علاقة ود متبادلة بين العاقل وغير العاقل وبالذات عندما تكون العلاقة بشيء في مقام التاكسي وهوصديقي بل شقيقي العزيز و( رب تاكسي لك لم تلده امك) فهو ذو معزة عندي كبيرة بعد ان جئته لائذا من قهر الوظيفة التقليدية بذلها وسطوة اهلها ولوائحهم وقوانينهم والحذر في التعامل مع كائناتها بمفاهيمهم المتعددة وسلوكياتهم الغريبة والعجيبة والتي تتقرب معظمها زلفى الى صاحب العمل لتمده ب( القوالات) حول فلان وعلان للحفاظ على لقمة العيش بغير شرف ولذلك هجرتها حينما شعرت بانني سافقد حريتي وكرامتي فيها وانا المهاجر اصلا بسبب الحرية مقاتلا لاجلها وقد هجرت موطني عشرين عاما لاجلها فكيف سافتقدها في الوظيفة لاجل لقمة العيش ولذلك كان ملاذي الى ( التاكسي) مهنة الخطر والمتاعب ولكنها مهنة شريفة مهما كانت مخاطرها فهي الاشرف وانا ادرك ان للحرية ثمنا قد تدفعه لاجلها قد يكون حياتك كما يفعل الابطال من الشهداء الخالدين في معارك النضال والكفاح لاجل الحرية والكرامة اذ يدفعون ارواحهم رخيصة لاجل الحرية بلا منة ولا رياء ولذلك اخترت مهنة الخطر طالما ثمنها الحرية وانا مطمئن في يقيني الروحاني القدري غير ابه وهياب لمخاطرها لانني موقن بان القضاء والقدر امر رباني وليس لنا دخل فيه نحن معشر البشر ولذلك هو ركن اصيل من اركان ايماننا حيث بموجبه ييقي الخوف من الاتي حالة نقص في الدين بانهدام ركن اساسي من اركان الايمان اي عدم ايمان بالقضاء والقدر وحينما تخاف فهي رسالة سالبة مؤداها اننا لا نثق في الله رب العالمين طالما لا نؤمن بالقضاء والقدر ولذلك كان الملاذ الى هذه المهنة المحفوفة بالاقاويل والشائعات وايضا الحقائق المفزعة حول تزايد حالات الجريمة في امريكا واكثر ضحاياها من سائقي التاكسي باعتبارهم اسهل الاهداف المتحركة والمغرية لقوى الاجرام وانها مهنة خطرة اذ تعرض اصحابها للحوادث القاتلة في الطرقات السريعة واذا نجوا من الموت لن ينجون من الاعاقات الدائمة والتشوهات الخلقية ورغما عن هذا اختارها الاف من البشر محبي الحرية لانها تحتوي اقيم ما يبحث عنه الانسان الا وهو قيمة الحرية وما يصون كرامة طالبها اي ذاك الانسان وهو يكسب قوته لاجل اسرته مقابل خدمة عامة مفيدة يؤديها لانسان قد يكون مريضا في طريقه الى طبيب يشفيه او معلما او موظفا او طالبا مسرعا الى مقر عمله او مدرسته او جامعته او مسافرا مسرعا ليلحق بالطائرة او القطار او البص او مخمورا تحمله الى بيته قبل ان يقود سيارته وهو فاقد العقل قد يؤذي بحادث مروري بها كثيرين و ايضا نفسه بسبب هذه الحالة وانت بهذه الخدمة تقدم اليه والى المجتمع خدمة كبيرة قبل ان ترتقي الخمر الى راسه وتصير ( ام الكبائر) فتنقذ حياته وحياة كثيرين ربما يؤذيهم اذا استطاع ان يصل الى مقود سيارته.
ولاجل الحرية ارتبط كثير من المهاجرين السودانيين ذوى النزوع الكبير للحرية حيث ارتبطوا بهذه المهنة الشريفة وقد وجدوا فيها انفسهم وضالتهم المنشودة لان جلهم هجروا اوطانهم بسبب افتقادهم فيها الحرية والكرامة بسبب هذه الطغمة المجرمة الفاسدة والظالمة الحاكمة و لذلك نشات بينهم وبين هذا الكائن الحديدي غير العاقل اي (التاكسي) علاقة الفة ومحبة لانه صار مصدر رزقك و( هادم بلاتك) اي فواتيرك التي تطاردك شهرا بشهر وهومكتبك بل مملكتك التي تديرها وانت مليكها و هو بيت مؤقت تاخذ فيه غيلولتك وتستمع فيه الى بعض من موسيقاك الشعبية وتطلع فيه على بعض الكتب والصحف وتهاتف منه اهلك واصدقاءك بالوطن والمهجر وكل مكان وتاخذ به ابناءك الى المدرسة واسرتك الى اماكن التسوق والترفيه وزيارة الاهل والاصدقاء وتستقبل به اهلك واصدقاءك القادمين الى مدينتك حيث تقيم واحيانا تاكل وتشرب فيه وتتعرف فيه على كل شعوب الدنيا في امريكا( ام الدنيا ) بكل اعاجمها وعلوجها ومثقفيها ومبدعيها وعامتها من الناس العاديين حتى العاهرات والقوادين والمخنثين وصغار اللصوص وكبار المجرمين من عصابات المخدرات وبعض المجرمين الذين اذا شاءت الاقدار ان تذهب بك الى الجحيم قطعا ستذهب وبرصاصة على
( صنقورك)من مقعد خلفي لا يجهد صاحبه نفسه بعد القضاء على فريسته في نفخ ما تبقى من دخان مسدسه الناري بل سيبسم بنشوة النصر الجهنمي وقطعا سيخبر رفاقه من الندامى في قعر المدينة بان ثمن هذا ( الويسكي) كان من حصاد مسدسه في تاكسي يقوده افريقي ضل الطريق من قوافل الرق القديم واتي الى امريكا ينافسهم اخيرا في عيش هم اولى به من اشقائهم الضالين امين!
نعم انها مهنة نبيلة تمثل حياة كاملة بكل خيرها وشرها بل صارت لدي وطنا صغيرا يلهمني بكثير من الافكار
نهلتها من بعض زبائني الكرام وهم يحكون بقلوب مفتوحة اثناء رحلاتهم القصيرة على ظهر هذا الكائن الحديدي الوطن وجلها حكايات واقعية تحكي عن خبراتهم في هذه الحياة وقطعا استفدت من كثير منها وهي خبرات تخصب العقل بالجديد من الافكار يصلح تداولها في شان الوطن الاكبر مع الاصدقاء في الارض والاسافيروهي افكار من خلالها استطعت التعرف على نماذج من النفس البشرية من خلال احتكاكي اليومي بعشرات من الركاب بمختلف الثقافات والالوان واللهجات والاديان ومن كل شريحة اخذ حقي في التعرف عليها عن قرب بقلب وعقل مفتوح
حتى صرت خبيرا في التعرف على اجناس وعادات وتقاليد بعض من الشعوب تاتيني في مملكتي الصغيرة بكل تادب وهي تحترم حريتي وكرامتي وبالمقابل ايضا احفظ هذا المقام باحترام متبادل الى ان تنتهي الرحلة القصيرة والتي ربما اظفر بعدها بصداقة هذا الزبون او اخر وهو امر جيد في عالم ( البزنس) اذ تكسب زبونك من خلال هذه المهنة بمدى قدرتك في التواصل معه خلال هذه الدقائق المعدودات على ظهر هذا الكائن الحديدى الوطن الذي اشعر بالامتنان اليه كثيرا وهويساهم معي في تحقيق استقرار اسرتي الصغيرة في المهجر حيث به نقضي كثيرامن احتياجاتنا اليومية من تسوق ونقل لاحمد او نضال وامهما الى حيث يريدون و قد كان له فضل الظهر في توفير وسيلة نقل مجانية للابنة نضال طيلة دراستها بالثانوية وهي تمتطى تاكسي ابيها ( الشيفي لومينا 2000) بعد خروجها من خدمة التاكسي في2005 واكملت بها فترة الثانوية واليوم وهي في الجامعة تمتطي ( الشيفي فينشر 2004) وهو ذات التاكسي المشهور على بروفايل ابيها التكاسي هباني بعد ان خرج من الخدمة !
ارايتم لماذا ظللت اعتز بهذه المهنة الشريفة والتي من خلالها تعرفت على شريحة ( التكاسة) في كل انحاء العالم وكيف يتعيشون ويناضلون بشرف لاجل اسرهم الكريمة لتوفير لقمة كريمة في ظل حرية محفوفة بكثير من المخاطر وهو امر طبيعي ان يكون للحرية ثمن واحيانا تكون الروح هي الثمن كما يفعل الشهداء من الابطال الخالدين.. ولذلك ظللت مصرا على ارتباط اسمي بها مهما كلفني الموقف بهذه المهنة الشريفة وبهذه الصورة المعبرة عن انسان معتز بمهنته رغم محاولات بعض الاصدقاء وبعض الاهل اثنائي عن هذا المظهر والذي لا يعجبهم لانهم لا زالت بهم عنجهية وترفع واستعلاء وازدراء لهذا النوع من المهن ولاهلها لانهم ليسوا من مقامهم وفق عقلية رجعية استعلائية اسعى مع غيرى لتغييرها بوسائلنا البسيطة لتتعامل الناس في هذه الحياة بتواضع وبساطة مع لبها وليس قشورها بلا انطباعية ولا احكام مسبقة وان الانسان الحقيقي جوهر اي ضمير وعقل وقلب وروح وليس ملابس واسماء والقاب ومكياج....مع معزتي واحترامي لكل سائق تاكسي شريف في الدنيا وكل كادح يسعي للحياة بشرف وكبرياء!
هباني التكاسي طاااظو

الاثنين، 13 أبريل 2009

ولهذه الاسباب تم تأجيل انتخابات السودان!

فوجيء الوسط السياسي السوداني وغير المستعد اصلا للانتخابات بقرار تأجيل الحكومة للانتخابات البرلمانية والرئاسية والتي بموجب اتفاقية (نيفاشا) كان ينبغي ان تتم في هذا العام اي عام 2009 وكنت اعتقد انهم احرص على عقدها في هذا العام لانهم في الاساس مستعدون لها كامل العدة وبقية الخصوم في اوهن حالاتهم وغير مؤهلين لخوضها لاسباب تنظيمية ومالية وسياسية معلومة. ولكن يبدو انهم ارادوا بهذا القرار الفجائي اعطاء انفسهم مهلة زمنية لتوحيد صفوفهم لاغلاق كل الثغرات في حساباتهم لضمان الفوز بهذه الانتخابات الحاسمة والمصيرية حيث يسعون هذه الايام بشدة لاستعادة وحدة صف ( الاسلاميين) عندما استشعروا خطوات جادة هذه الايام من بقية القوى الوطنية وهي عاقدة النية والعزم على توحيد صفها تحت قائمة واحدة لتنزل بها في مواجهتهم في هذه الانتخابات ولذلك بداوا الان يستشعرون خطورة هذا التوحد المتوقع في صفوف القوى الوطنية والذي دعا اليه الحزب الشيوعي السوداني مؤخرا باعتباره الطريق الامثل والواقعي للفوز بهذه الانتخابات الحاسمة واقصاء الخصم اي ( المؤتمر الوطني) الحاكم ديموقراطيا باغلبية عددية ساحقة ربما لن تعطيه مقعدا واحدا في البرلمان القادم ولذلك جن جنونهم واصدروا هذا القرار الفجائي المخل بالاتفاق من غير الرجوع الى الشريك النيفاشي والذي يبدو انه غير معول على هذه الانتخابات ابدا بل معول على عام 2011 وهو عام الاستفتاء لتقرير مصير الجنوب.
نعم ارادوا امهال انفسهم زمنا كافيا لتوحيد صف الحركة الاخوانية بكامل تفاصيلها المنفلتة والحردانة اي يطمحون في التصالح مع ( الشعبي) بقيادة عرابهم الترابي والذي اصبح شوكة في حلوقهم وهو يسعى للانتقام منهم بعد ان اهانوه واذلوه امام العالمين وهي معركة شخصية بينه وبين حوارييه وايضا يطمحون في عودة بعض من كوادرهم المؤثرة في حركة العدل والمساواة بقيادة دكتور خليل ابراهيم وهو احد كوادرهم السابقة وهو الذي فارق الرهط بعد ان تكشف له فسادهم واجرامهم واتجارهم باسم الدين الاسلامي ولذلك اعلن انحيازه الى اهله بموقف نضالي شريف عمده بدماء المئات من شهداء حركته في مواجهة ملته السابقة وقد ارهقهم جدا واثبت مقدرة فائقة في زلزلة اركانهم من خلال عمليات عسكرية نوعية وايضا يزعجهم تمدده السياسي في اقليم دارفور حيث صار صاحب القدح المعلى بين حركات دارفور عندما اثبت جديته في مكافحة اباطرة الخرطوم من ملته السابقة وقد حاز اعجاب غالبية اهل الاقليم وهو امر يزعج اولئك المجرمين في الخرطوم وهم يطمحون في ان تكون دارفور واهلها من نصيبهم في الانتخابات القادمة ويخافون ان تذهب مع خليل والذي ربما يدخل تحالف المعارضة الاقوى في القائمة الواحد ولذلك قدم اليه رفاق الامس وهم حكام الخرطوم كثيرا من التنازلات على طاولة مفاوضات الدوحة التي يشرف عليها التظيم الالسلامي العالمي واولها اطلاق سراح العراب الترابي وثانيها انهم غضوا الطرف عن تنفيذ احكام الاعدام الصادرة في حق اعضاء (العدل والمساواة) الذين ادينوا بالتورط في احداث امدرمان!
نعم انهم جادون جدا هذه المرة وقد استشعروا بالجد الخطورة على مستقبلهم ولذلك قرروا غض النظر عن كل الالام جراء الاستفزازات التي يكيلهم بها يوميا عرابهم المنتقم من حوارييه حسن الترابي منذ اطلاق سراحه وهو يجاهر برغبة الانتقام منهم وضرورة محاكمتهم دوليا وتسليم المجرم البشير للعدالة الدولية وقد اضطروا السيطرة على انفسهم من ايذاء شيخهم المنتقم ليس رحمة به بل كمغازلة مفضوحة لرفيقهم السابق دكتور خليل والذي كان شرطا اساسيا من شروط حضوره لمفاوضات الدوحة اطلاق سراح حسن الترابي بينما يهدد هؤلاء المجرمون بقية خصومهم من قوى المعارضة الاخرى بتقطيع الاوصال والتعذيب واهدار الدم اذا لمحوا مجرد التلميح بتعاطفهم مع قرار (الجنائية الدولية)!
وايضا يبدو انهم ارادوا بهذا التأجيل للانتخابات الى عام 2010 وهو العام السابق لعام الاستفتاء على الجنوب 2011 لتقرير مصيره سواء مع الوحدة او الانفصال لصيد اخر اي انهم يدركون ان شريكهم ( النيفاشي) الحركة الشعبية من كل ارهاصات تحركاتها انها ساعية بالجد للانفصال ولذلك ستكون في عام 2010 مشغولة جدا باحداث 2011 المصيرية وربما ستواجه قنابل موقوتة في ذات العام من قبل ذات الشريك المجرم وهو يضع امامها العقابيل في عام 2010 ولذلك ستكون ( في تولا) مشغولة في ازماتها وحريصة كل الحرص على الانفصال وسوف لن تعير وحدة الصف الوطني مع قوى الشمال ادنى اهتمام وبالتالي سيضمن المجرمون موقفا للحركة غير متحالف ومتضامن مع بقية خصومها في الشمال والذين يراهن المجرمون على الانفراد بهم في غياب الحركة الشعبية وبعد ان يوحدون صفوفهم وهم يمنون النفس بعودة (الترابي وخليل) ليضمنوا بهم ( تكبير الكوم) الاسلاموي في مواجهة الكوم المعارض هذا اذا لم تخب رهاناتهم السرية على كثير من الخصوم المرتشين حيث لا زالت عصبة (الانقاذ) تعتقد انها قد اشترتهم بالمال والمناصب والامتيازات وتمتلك ضدهم كثيرا من الكروت الابتزازية لاجبارهم في الوقت المناسب للتحالف معها وهي كروت ستستعملها عند اللزوم اذا استشعرت بان المرتشين ( سيفرنبون) ولذلك سنتوقع مفاجات مدهشة قبيل انعقاد هذا الحدث التاريخي اي الانتخابات المزعومة اذا لم يفعلها شعب السودان في لحظات عفوية من غير ان يشعروا ليطيح بالراشي والمرتشي في ثورة شعبية يقودها الجياع والمظلومون وهم يثارون لكرامتهم وادميتهم
وقطعا سيكون هذه المرة الانتقام عظيما لان الخراب الراهن قد تعدى بنيات الدولة المادية الى اعراض وشرف واخلاق المواطنين العاديين وهو امر ليس له مهر الا الدم والقصاص الثوري انتقاما لعشرات بل مئات الالاف من الضحايا اصابهم القتل والتعذيب والانتهاك واخشي بعدها ان لا نجد السودان ابدا في خارطة الدنيا اذا لم نستشعر منذ الان خطورة المستقبل في ظل غيبوبتنا وغفلتنا وما علينا الا تنظيم صفوفنا لاحداث هذه الثورة الجاهزة من حيث لا يحسبون لان الانتخابات مع هذا التأجيل التامري ستضيق فرص فوزنا بها لانهم يعملون مع سبق الاصرار والترصد للظفر بها بكل ما هو مشروع وما هو ( تحت الحزام) لانها قضية حياة وموت بالنسبة الى هؤلاء المجرمين!

الأحد، 12 أبريل 2009

السودان جمهورية الاندهاش والمندهشين!

ما أن يطل علينا صباح في سودان الدهشة والعجب والذي أتى حكامه الحاليون عبر مباغتة كبيرة خلقت لدينا دهشة أكبر لأننا كنا واثقين حينها ان النظام الديموقراطي الثالث بعد انقلابي (نوفمبر ومايو) سيكون اكثر حصانة ومناعة و لن يخترق أبدا بعد تلكم الدروس والعبر جراء تقويض الديموقراطيات وكنت اثق اننا تعلمنا شيئا من تلكم الدروس وقد راجعنا وانتقدنا وقيمنا وصححنا فيها أنفسنا و قد أغلقنا كل الثغرات أمام المغامرين من المتربصين بالديموقراطية ولكن لم يحدث هذا ولذلك اندهشنا في صباح الثلاثين من يونيو المشؤوم عام 1989 عندما سمعنا البيان الاول للمرة الثالثة غيرالانقلابات الفاشلات من ذات المغامرين ومن ذات الجحر للمرة الثالثة وباسناد حقيقي للمؤامرة ايضا هذه المرة من قبل قوة مدنية هي جزء من النظام الموؤود ! واستمر يتلاعب بنا هؤلاء المغامرون الجدد خلال العشرين عاما الحالية وهي فترة لوحدها تعادل أكثر من ضعف فترات الديموقراطيات الموؤدة الثلاث والتي مجتمعة لم تصل مجموع سنينها الى العشر سنوات من 1956 حتى 1989 وعبر هذه العشرينية الحالية كل يوم ننام ونصحو على دهشة جديدة من صنع هؤلاء المدهشين حتى
( اندبغ) جلدنا بالدهشات وصرنا من الافراط في الدهشات ابدا لا نندهش ولا نتعجب ولا ننفعل لاي فعل ظلم مهما كانت فداحته ومن شدة برودنا بسبب حالات الاندهاش اليومية ما عدنا نمارس حالة الاندهاش ونرى ما يدهش الاندهاش متمثلا في سقوط العديد من قامات سياسية وفنية وادبية لا زلنا نكن لها كل الود والاحترام وهي غير مجبورة على هذا السقوط الاختياري في هذا المستنقع الاسن وهي في سن ما بعد العقل والحكمة اي سن التعتق في المباديء والقيم والاخلاق بل هي فترة ( حسن الخاتمة) والتي لا يطمح فيها الانسان الشيخ المغادر والمفارق الدنيا غير رضاء الله والمغفرة والاجر والثواب وواحدة من دهشاتنا الكبرى والتي لم نندهش لها ان صاررئيس وزرائنا المخلوع والذي كنا نؤمل فيه ان يسترجع الينا حكمنا السليب صارلا يأبه لما ينطق به لسانه الذي ادمن انتاج الدهشات وهو في قمة نشوة التراضي مع خالعيه حين صرح امام الملأ مدافعا عن خالعه ومهينه حين يصرح للناس الذين يرجون منه كمخلص الخلاص من خالعيه قائلا :( البشير جلدنا ما بنجر فوقو الشوك) متناسيا ان هؤلاء المتراضي معهم هم وحدهم من جر على ظهره اشواكا واوحالا من الاهانات ولكننا لم نندهش حينها لهذا التصريح لان هذا الكائن ايضا دبغ جلودنا بمثل هذه الدهشات الكثيرة حتى اندبغت اذاننا بطنينه وما عادت دهشات بل روتينا يوميا لسلوك طبييعي لكائن مدهش ليس للانسان وحده بل للنبات والجماد والحيوان بل مدهش للدهشة نفسها !وحتى تكون الدهشة دهشة اول شرط من شروط تحققها ان تحوي عنصر المفاجأة او المباغتة من حيث لا تحتسب تأتيك الدهشة و ثانيا ان تكون حدثا خارج الاحتمالات والتوقعات والتكهنات اي انها حالة خارقة للعادة ولكن عندما تتكرر كل يوم حينها لن يكون اسمها دهشة اذا صارت روتينا يوميا مملا وليس في مقابله ( خشوم مفتوحة) من هول الصدمة او المفاجأة ولا شجب ولا استنكار.
وام الدهشات لدى هذه الايام هو حالة السكوت والصمت المهين والمذل للحركة الشعبية لتحرير ( السودان) التي صار امرا روتينيا ان يهينها ويذلها شريكها النيفاشي امام الملأ حين يعتقل بلا مبررات بعضا من قياداتها في الشمال ويسجنهم ويعذبهم ويطاردهم وايضا يصادر صحيفتها ويهدد كتابها وايضا يسمح لصحف ماجورة للنيل من الحركة وقياداتها بفبركات اعلامية مفضوحة والحركة في المقابل لا تحرك ساكنا للتصدي لهذه المهزلة المهينة لها ولتاريخها امام جماهيرها وشعبنا والعالم الذي يحترمها لصمودها و انتصارها بتحقيق هذه الاتفاقية ( نيفاشا) وهي اتفاقية منتصر فرضها على مهزوم وهم المنتصرون وقد فرضوا حلولهم على الطرف الاخر المهزوم ( المؤتمر الوطني)وجعلوه يتنازل عن مشروعه المهووس وقد شاركوه بالقوة في الحكم والثروة القومية في الشمال مع احتفاظهم الكامل بالجنوب شبه دولة مستقلة ذات سيادة كاملة للحركة بقوة موضعها في الاتفاق الذي فرضته بالقوة على الطرف الاخر اي ( المؤتمر الوطني) وليس هنالك مبرر يجعل الحركة الشعبية في هذه الصورة الهزيلة غير قادرة على التصدي لما تتعرض اليه كل يوم من استفزازات مهينة من طرف شريكها المهزوم وهي شريك في الحكم بموجب اتفاقية دولية ضامنوها هم اقوياء العالم وهم اكثر انحيازا اليها من شريكها الاخر لاسباب معلومة. فليس هنالك ما يجبر الحركة الشعبية ان تكون في هذه الصورة الوهينة وهي غير قادرة للتصدي لهذه الاستفزازات اليومية وهو امر بالتالي سيهز من مصداقيتها امام جماهيرها والعالم وبالتالي سيضعف من موقفها السياسي وحتما ستضع الناس بصمتها المريب حيال هذه الاستفزازات اليومية تنحو مناحي شتى من الشكوك والظنون المشروعة لتصدق ما تطلقه الصحف الماجورة بأن الحركة مغلولة اليد واللسان حيث قيادات الحركة مهمومة في غنائم نيفاشا لصالح جيوبهم اكثر من اهتمامهم بالمباديء التي قامت لاجلها الحركة وانهم متورطون في فضائح فساد مالي واخلاقي ولذلك يبتزهم خصومهم اي شركاؤهم الافسد بكشف المستور اذا تطاولوا وحاولوا التصدي لهذه الاستفزازات المقصودة وهم في مسعي خبيث ليثبتوا للعالم انهم ليسوا الاسوأ والافسد بل ايضا شريكهم (الثائر التحرري ) ايضا فاسد وملوث بقصد تلويث سمعة هذا الشريك الخصم انتقاما منه بعد ان انتصر عليهم في نيفاشا وهم يثارون اليوم منه بقوة وللاسف الشريك يمارس صمتا غير مبرر في تقبل هذه المهازل ولا زالت قياداته تطارد ويمكن ان تعذب وتقتل و( اجراس الحرية ) الصحيفة الناطقة الرسمية باسمهم تصادر امام الملأ والشريك في السلطة صامت برغم ان له يدا في ذات الأجهزة الامنية التي تطارد وتعذب وتقتل اعضاءه وتصادر صحيفته... ورغما عن هذا لازالت الحركة الشعبية تمارس صمتا غير مبرر وليس هنالك ما يجبرها ان تجعل نفسها عرضة لوساوس الناس المشروعة وهو للاسف امر ما بعد الدهشة ولكننا لن نندهش اذا كان صاحب الامر لا يندهش ولاننا نعيش في بلد الدهشات والدهشة صارت امرا روتينا سودانيا خالصا حيث الكل يمارس الانهزام والخنوع للنظام ولا اندهاش من هذا الحال الزؤام ولا زال هنالك من يتحدث عن اجتثاث ( الانقاذ) من الجذور وهو غارق حتى جذوره في ( الانقاذ) ووحدها ستندهش الدهشة لان هنالك انسانا سودانيا هذه الايام وحده من يحاول ان يحتكر البطولة الوطنية بعد ان كان خائنا اعظم و قد صيرته ظرفية غيبوبتنا بطلا مغوارا ولو عرفتم انه (الترابي) هل ستندهشون ام ستجهشون بالبكاء ام ستهللون وتكبرون ام تسبحلون وتحوقلون وايضا لو عرفتم ان القائل:( البشير جلدنا ما بنجر فوقو الشوك) هو رئيس وزرائنا المخلوع المناط به استرجاع سلطتنا من غاصبيها اي الذين تراضى معهم وقد خرج منذ ليلة (اوكامبو) الشهيرة ولم يعد حتى اليوم من قاهرة السودان وهو صادق المهدي هل يا ترى ستندهشون ام ستندهش الدهشة من شعب السودان المدهش العجيب فيا لنا من بشر مدهشين ادهشنا الدهشة حتى اندهشت من هذا الادهاش السوداني الدهيش وعاش ابو هاشم للسودان!؟

عمــــــــــــــــــر الجـــــــــــــــــــزمة!

عزيزي القاريء

تحياتي

تخيل هذا المتحدث امامك اعلاه انه رئيس لدولة معترف بها المجتمع الدولى وهي دولة لشعب حر ابي صاحب سجل ناضر من المواقف الوطنية في مواجهة الطغاة والطغيان اجانب ومحليين وهو في هذا الموقف الخياني الذي يعده الان بطولة في حشود من الغوغاء تراه بلا استحياء يزايد فيه باسم الوطنية على احرار الامة متناسيا انه في ذات فاشر السلطان وعلى بعد خطوات من منصته كتيبة من قوات اممية على ترابه الوطني وهواول من خان الوطنية حينما صار رئيسا عدوا لشعبه وهو سارق الشرعية السياسية و حيث بلاده اليوم محتلة بالاف من جنود لقوات اجنبية برر واعطى الذرائع لتدخلها لتحمي شعبه من بطشه وقد بصم هو بعد تمنع كاذب على مجيئها بعد ان كذب وتوعد ان يحاربها لو وطئت ارض بلاده ووبالفعل وطئت ارض بلاده وهي تفوق العشرين الف جندي ولكنه لم يقاومهم بل بلا استحياء ظل يمارس التزيد الكاذب باسم الوطنية وشرف الامة وللاسف هي قوات اممية اتت لتحمي شعبه من بطشه بعد ان صار جيشنا الوطني حامي حمى شعبنا وسيادتنا وارضنا تحت امرته اداة لحراسة عصابته ومصالحه وجيشا قاتلا لشعبه ولا شان له بالدفاع عن السيادة الوطنية حيث فى وجود هذا الجيش الخائن لا زالت بعض من اراضي الوطن محتلة من قبل دولتين جارتين لا يجرؤ هذا الخائن ان يواجههما لاجل استعادة اراضينا المحتلة منهما ورغما عن هذا لا يستحي متحدثا هناعن الوطنية وتخوين شرفاء الشعب وهو قاتل وناهب ومشرد شعبه بالملايين وهم بسبب قهره وظلمه اليوم في نزوح خارج التراب الوطني يعيشون على صدقات المجتمع الدول في نزوحات غير مسبوقة في التاريخ السوداني القديم والحديث ورغما عن هذا يسيء الى احرار الوطن من يقفون ضد ظلمه ومعهم المجتمع الدولي يساندهم في محنتهم بانهم تحت ( جزمته)!

الاثنين، 22 ديسمبر 2008

أنا هشام احمد عبد القادر هباني أتقدم للترشح لرئاسة الجمهورية السودانية






ايمانا منى بحقي كمواطن سوداني حر مستقل لا منتمي لحزب محدد بل منتمي لكل الوطن بكل تفاصيله العزيزة وهو حزبي وبيتي واهلي وعشيرتي ومصيري ولذا قررت ان أمارس حقى الدستورى للترشح للرئاسة السودانية واتقدم اليها ليس بغرض ومرض السلطة التي لا زال يعشقها ويسعى اليها الكثيرون بكل السبل والوسائل لتحقيق غايات ذاتية تحت يافطات وشعارات هي ابعد ما تكون عن الواقع والدوافع المحركة لاصحابها واستهدافي لها لغايات انسانية واخلاقية ووطنية محدودة اساسها الانتصار لقضية الحق والحقيقة لانصاف شعبي المظلوم حيث ارى في بلوغ منصة الرئاسة هي المكان العالي والمناسب جدا لايصال صوتي فقط لتحشيد الشعور الوطني العام حول قواسم مشتركة من تطلعات واماني واحلام شعبي في هذه المرحلة الدقيقة والمعقدة من تاريخ بلادنا والتي تحتاج حشد هذا الشعور الوطني الموحد لها في ظل هذا الجو المشحون بالتشظي والتشطير وهو يهدد مستقبل الوطن بالتلاشي والضياع وهي مجرد محاولة من خلالها يمكن ان نزرع املا بالحياة الكريمة لكي نستنهض بها شعبنا الصابر المحبط المهموم و المظلوم والغارق في اليأس والقنوط بسبب استهتار وخداع بعض الساسة والمغامرين والانتهازيين له وهم عبدة السلطة والجاه والامتيازات وقد مارسوا في الماضي ولا زالوا في الحاضر خداعه كثيرا بكل الشعارات البراقة باسم الثورة والتغيير وما خيب الشعب الابي ظنونهم حين انتفض اكثر من مرة منتصرا على الطغيان وقد كافأوه في اخر المطاف ان سرقوا انتصاراته ونضالاته واجهضوا احلامه في التغيير بعد ان صدقهم تارة باسم الحرية والديموقراطية والرخاء وخذلوه وتارة اخرى باسم الله وقد وعده الزاعمون انهم ( اهل الله) الافاكون اخيرا بجنة الله في الارض والسماء وما جنا خلال حقبتهم الكريهة الكالحة الا القتل والتعذيب والتشريد والحروب والفتن و الخراب والضياع وقد ضرب الرقم القياسي في المعاناة والاحباطات والقرف حتى غدا الوطن السليب ارضا لا تصلح ابدا للعيش الادمي بسبب طغمة مجرمة عهرت باسم الله حياة الوطن وهي تقدم اسوأ انموذج في التاريخ لدولة دينية ضربت الرقم الاعلى في الاجرام والفساد والخراب والاستباحات للمال العام وهتك حرمات العباد ولكنها في المقابل قد قدمت ايضا خدمة كبيرة لشعبي والاجيال القادمات حين حررت شهادة وفاة مشروعها العطيب بايدى مهووسيها وغلاتها حيث لا عودة ابدا بعد اليوم الى الاتجارباسم الدين وقد قطعت الطريق امام كل مزايد ومتاجر ومتنطع بهذا الشعار الحساس قد يحاول مستقبلا ان يمارس ذات التضليل و الخداع .

ولهذا السبب استهدفت منصة الرئاسة كأعلى هيئة تنفيذية استهدافا انسانيا واخلاقيا لانصاف شعبي المظلوم بشهدائه وابطاله ومشرديه ضد قاهريه ودماء الشهداء في كل ساحات الوطن امانة عظيمة وثمينة في رقابنا وما علينا الا الثار لها من خلال هذا الهامش الديموقراطي المتاح وهوالفرصة الوحيدة التي نستطيع بها الخروج سلميا الى بر الامان لو ارتفعنا بحس وطني جاد الى مستوى المسئولية الوطنية والتحديات الراهنة التي تواجه الوطن الان الان وقد تعصف به الى التلاشي والضياع حيث يمكن ان نحدث التغيير المنشود بعد ان تعذر احداثه عبر ثورة شعبية صارت من ابعد المستحيلات في هذا الجو المشحون بروح التشظي القبلي والطائفي والجهوى والحزبي والذي تغذيه هذه العصبة المجرمة التي تتربص بنا هذه المرة بكامل عدتها وعتادها من مقدرات دولة منهوبة ومستباحة بين اياديها الاثمة لعشرين عاما ولا احد حتى الان يتجرأ ان يسائل او يحاسب او يحاكم ايا من رموزها وهي لا زالت تطمح في حكمنا ثانية بعد ان حكمتنا بالباطل عشرين عاما وهي تريد اليوم الظفر بالشرعية السياسية عبر الانتخابات القادمة للتحكم فينا مرة اخرى مئات السنين لتشرعن وتقنن كل ما انجزته بالباطل في السابق وهذه المرة باسم الشرعية لقتلنا ونهبنا وتشريدنا وافقارنا شرعيا وتراهن على الظفر بهذه الشرعية من منطلق قراءاتها الخبيثة لهذا المشهد السوداني الذي اخترقته بكل وسائل الترغيب والترهيب وهي تدرك طبيعة احزابه وقياداته وكيفية التعامل معهم واختراقهم وتبعيضهم وللاسف قد نجحت في هذا المسعى الشيطاني الذي يقربها كل يوم من الظفر بهذا الحلم الشيطاني حيث اشترت من تشاء واغرت من تشاء وارهبت من تشاء وتبتز من تشاء وهي تراهن على الفوز الساحق لانها موقنة من وهن وضعف وعدم انضباطية خصومها والذين حتى اللحظة لم يحسموا امور بيوتهم الحزبية الصغيرة بشقاقاتها وانشطاراتها ولم يعلنوا بعد جاهزيتهم لهذا السجال الانتخابي القادم.

و من هنا نبعت فكرة البحث عن مخرج وقد كنت مؤملا عبر نقاشات مع بعض الاخوة الوطنيين الجادين في اختيار بعض من العناصر الوطنية التي تصلح لهذه المهمة الوطنية الشاقة للتقدم او للدفع بها الى هذه المهمة الوطنية الصعبة من هذه المنصة الرئاسية العليا لتحشيد الشعور الوطني العام في ظل هذا الحريق الكبير ليلتفت الناس بمسؤولية الى الاخطار المحدقة بالوطن في ظل هذه الغيبوبة الكبرى والتي هي بفعل فاعل يستثمرها بذكاء عال من الخبث والتخطيط ولكن للاسف لا ارى في الافق حتى اللحظة اي مبادر تقدم الى هذا السجال الكبير والذي قد يعلن موعده فجأة والناس في غفلة وحينها لن ينفع الندم حين يظفر اعداء الشعب بالشرعية والناس لا زالت كعادتها نياما ولذلك قررت ان امارس حالة ايقاظ الناس من هذه الغيبوبة العظيمة قبل فوات الاوان.

فلا مخرج امام شعب السودان في هذه المرحلة الحساسة الا الظفر بالانتخابات البرلمانية القادمة وايضا برئاسة الجمهورية من خلال توحد كل القوى الوطنية في صف واحد وقائمة واحدة للانتصار الابدى على اعداء الشعب سلميا بثورة انتخابية تكون المنطلق الحقيقي والمدخل الطبيعي للثورة الدستورية والديموقراطية الكبرى لاحداث التغيير الثوري السلمي المنشود وهو مخرجنا الى بر الامان...

وبعد النصر الانتخابي والظفر بالشرعية السياسية ستنطلق الثورة الدستورية الديموقراطية لاعادة تاهيل بنيات الدولة السودانية المستباحة المهتوكة والمحتكرة لعشرين عاما وقد كانت تحت تصرف ثلة من المجرمين واللصوص و لتبنى دولة جديدة على اسس الحرية والعدالة والمساواة والوحدة الوطنية وهي دولة المواطنة المدنية الديموقراطية الحرة القائمة على انقاض الدولة الشمولية الثيوقراطية الرعناء بعد تطهيرها من الطفيليين والسراق والمجرمين الذين استباحوها ونهبوها وعذبوا وقتلوا شرفاءها وهم قطعا سيحاسبون ويساءلون ويحاكمون بقوانين شرعية عادلة يسنها برلمان ديموقراطي شرعي قوامه القوى الوطنية الديموقراطية ممثلة في كل احزابها الوطنية وينفذها قضاء وطني مستقل حر نزيه.

واهم الاهداف التي ستعمل هيئة الرئاسة على انجازها :

1/ الشروع الفورى في حث البرلمان الوطني لانجاز تعديل دستوري يحيل الرئاسة من حالة احادية الى هيئة قومية تمثل كل اقاليم السودان وتكون فيها الرئاسة تناوبية بين اعضائها لتجسيد روح الوحدة الوطنية.

2/ العمل دستوريا على انشاء جسم قومي لحماية وصون الديموقراطية ونشر ثقافتها قوميا وايضا بشكل مكثف داخل ذات القوى الوطنية المؤمنة بالديموقراطية لتجويد الاداء الديموقراطي داخلها لتسهم فيما بينها بشكل ايجابي فاعل في الحراك السياسي وهو وضع يخلق الانسجام والتوافق ويعزز التفاهم بين مختلف القوى الديموقراطية وبالتالي يتحقق الاستقرار السياسي والاجتماعي المؤدي الى الازدهار في كل مناحي الحياة الثقافية والاقتصادية والعلمية الرياضية وغيرها وهو امر سيكسب الديموقراطية احترامها بين الناس ولذلك سيتمسكون بها ويدافعون عنها ضد كل من يحاول المساس بها لينال من هيبتها لانها اصبحت امرا مقدسا لديهم فهي عماد حياتهم واستقرارهم.

3/ستعمل هيئة الرئاسة بالتعاون مع البرلمان الشرعي علي انشاء جسم قومي دستورى يشرف على عمليات اعادة تأهيل و ترميم وصيانة كل بنيات الدولة السودانية المدنية والنظامية الموروثة بكل خرابها وفسادها بفعل المهووسين ونظامهم الفاشي الفاسد الذي هيمن على كل مفاصل الدولة واستباحها لمنسوبيه ومؤيديه وهي صيانة واعادة تخطيط لكل مفاصل الدولة ستكون على اسس قومية عادلة لتمتين اواصر الوحدة الوطنية لتنطلق دولتنا الى افاق التقدم والرفاه للحاق بركب الحضارات.

4/ ستحث هيئة الرئاسة الاجهزة العدلية على فتح ابوابها للمتظلمين من مظاليم وضحايا الشمولية المدحورة للتحقيق مع ظالميهم ومتابعة ومساءلة ومحاسبة كل الذين تورطوا في جرائم التعذيب والقتل وجرائم الفساد ونهب المال العام في تلكم الحقبة الكريهة لانصاف كل مظاليم الوطن وتعويضهم عما لحق بهم من اضرار معنوية ومادية وذلك عبر اليات عدلية شرعية وفق قوانين عادلة كل الناس سواسية امامها.

5/ ستعمل هيئة الرئاسة باعتبارها جسما قوميا طيلة الفترة من عام تسلمها اي عام 2009 وحتى عام 2011 وهو عام الاستفتاء على حق تقرير المصير بالجنوب وستعمل كل ما بوسعها في هذه الفترة الضيقة ان تجعل من خيار الوحدة امرا جاذبا لاهلنا في الجنوب وهي تعزز من تمتين جسور الثقة بين كل ابناء الوطن باشاعة قيم العدل والمساواة والاخاء والسلام .

6/ وستجتهد هيئة الرئاسة لارجاع هيبة الدولة في الحياة العامة ليحترمها الجميع بقوانين عادلة يتساوى تحتها كل المواطنين وجهاز قضائي حر مستقل يحقق العدل بين الجميع.

7/ ستعمل هيئة الرئاسة المنتخبة كداعم حقيقي وملتزم بتوفير الحياة الحرة الكريمة للمواطن السوداني في معاشه وعلاجه وتعليمه وتوفير فرص العمل الكريم له وذلك بالعودة الى روح الدولة الوطنية الملتزمة بواجباتها في تقديم الخدمات التعليمية والعلاجية المدعومة هادفة في النهاية الى استعادة مجانية الصحة والتعليم ودعم السلع الضرورية وذلك بتخصيص كل دخل البترول في دعم العلاج والتعليم والسلع الضرورية وما فاض لرفاهية الشعب المظلوم وايضا ستعمل على استعادة كل مؤسسات القطاع العام التي بيعت للصوص وطفيلية الشمولية المدحورة لتعود ملكيتها من جديد للدولة لتسهم بها في دعم اقتصادنا الوطني.
8/وعلى صعيد السياسات الخارجية ستعمل هيئة الرئاسة مع الحكومة المنتخبة ديموقراطيا واالبرلمان الوطني على تاسيس سياسات خارجية متوازنة تراعي مصلحة الوطن فوق كل اعتبار مع الاحتفاظ بعلاقات وطيدة ومتينة مع كل الدول والمنظمات التي ساندت شعبنا طيلة العشرين عاما الكالحة وقد قدمت له الملاذات والدعم الانساني اثناء محنته كنوع من الوفاء واننا امة لها قيم واخلاق ليست ناكرة للجميل.

ان هذا السقف من المطالب المشروعة والمستهدف من اعلى منصة الرئاسة السودانية لتحقيقه لهو ادنى سقف يمكن ان يتواثق عليه مظاليم السودان لانصاف انفسهم لانه يمثل تطلعات غالبيتهم ولذلك ساسحب ترشيحي واكون جنديا في حملته اذا تقدم كل من يانس في نفسه الكفاءة لانجازه او ما هو اعلى من هذا السقف... واحبذ ان يكون مرشح الرئاسة القادم للسودان جنوبي مسيحي قومي التوجه يحمل ذات السقف من المطالب او اعلى منه لتحقيق المصالحة الوطنية الكبرى بين اهل السودان واكرر ثانية ان لا يكون سقف اهدافه وتطلعاته اقل مما طرحته انفا من اهداف و التى حاولت قدر المستطاع ان اجمعها كقاسم مشترك بين كل اهل البلاد يمكن ان يلتفوا حولها بغض النظر عمن سيكون في سدة الرئاسة لانه سيكون فقط منفذا ومحكوما بسياق هذه الاهداف العامة التي تعبر عن تطلعات الامة..
ولكن حتى هذه اللحظة ساعتبر نفسي انا هشام احمد عبد القادر هباني متقدما للرئاسة السودانية وهي امر غير ذي هيبة ولا تحتاج ذاك القدر من المؤهلات طالما تاريخنا الحديث يقول لنا ان ( الخرتيت) جعفر نميرى استطاع ان يحكمنا بكامل رعونته وغبائه ستة عشر عاما ولا زال حرا طليقا يتجول في طرقات السودان لا احد يعترضه او يطالب بمقاضاته على كل تلكم الجرائم والاثام التي ارتكبها في حق شعبه وايضا هاهو الارعن الاكبر سفاح السودان عمر البشير يحكمنا حتى اليوم عشرين عاما بلا مؤهلات غير ارهاب وحماقات و بندقية وخطب جوفاء مشفوعة بسجل مخز من الجرائم والمفاسد وللاسف قد كانت ولا زالت في معية الارعنين بطانة كبرى من الفاسدين والانتهازيين من اصحاب الرتب والالقاب العلمية والاسماء واللحى ونجوم المجتمع والسياسة نافقوا وكذبوا وطبلوا وحرقوا البخور ومسحوا الجوخ بلا استحياء وهو امر يسهل من مهمة حكم السودان ولن يجعلها امرا مهيبا ...فقطعا اي مواطن سوداني صادق شجاع يستحق ان يحكم السودان وسيكون افضل من ذينك الارعنين بغض النظر عن لونه ودينه وعشيرته وجهته وايضا الذي يستطيع ان يتحمل بكل صبر وكدح مسئولية قيادة تاكسي في تكساس يوميا لاكثر من خمسة عشر ساعة في مخاطرة الطريق والراكب الغريب ليلا وصباحا ولديه امكانية مخاطبة جميع الركاب من مختلف السحنات والثقافات والاديان والطبقات ليست عليه عصية قضية قيادة وطن حكمه في اخريات زمانه التافهون و الاغبياء واللصوص والمجرمون وقطاع الطرق ونافقهم المثقفاتية والانتهازيون من اصحاب الرتب واللحى والياقات البيضاء والانكى انهم حكمونا بالبندقية وانا اطلبها بشكل شرعي دستورى في وضح النهار وليس لدى ما اخسره واخاف منه وانا اعيش المخاطرة ومهنة الخطر يتربص بنا الموت صباحا ومساء ورهاني على هذا الشعب الصابر العظيم وهو وحده الجدير بالحياة والاحترام وفي رقابنا التزام تجاه دماء شهداء اشرف منا جميعا سقطوا لاجلنا عبر التاريخ في سوح النضال لاجل هذا الحلم الوطني الكبير ولا مناص غير الصمود والثبات اكراما لدماء الشهداء.

انهضوا من سباتكم ايها النائمون الغافلون قبل فوات الاوان فالزمن يسرقنا وقد اعدوا لنا ما استطاعوا للظفر بهذه الشرعية الدستورية ونحن لا زلنا نياما نجتر في شعارات عفا عليها الدهر واخاف ان تأتي الانتخابات ويكسبها اولئك المجرمون بعد ان اشتروا جل قياداتنا بالمال والمنصب والامتيازات ولا حول لهم ولاهم يحزنون.
فقانون الانتخابات المهزلة صادق عليه المفرطون حسبما يريد اعداء الشعب واللجنة القومية للانتخابات شكلت وادت القسم امام السفاح البشير وبقى فقط موعد تحديد الانتخابات وسيحددونه في اللحظات القاتلة بعدما يتأكدون من كل ضمانات فوزهم وهم يراهنون
على استهتار وعدم انضباط وتنظيم وفقر الخصوم وبالتالي سينقضون عليهم في اللحظات المناسبة والتي سيضربون فيها موعد حلول الانتخابات المصيرية.
ان فوز القوى الوطنية بنتيجة تلكم الانتخابات القادمة مرهون بوحدة صفها وانضباطها بعداستشعارها خطورة المرحلة لمواجهة عدو جاهز لها يتربص بالجميع وهو امر ينبغي ان يحفزهم للنهوض والتسامي فوق خلافاتهم الحزبية في معركة مصيرية تتهدد وجودهم جميعا.... فحصولنا على نتيجة الانتخابات اي الشرعية السياسية سيجردهم من اي حصانات وبالتالي يمكن ملاحقة القتلة والمجرمين واللصوص باسم الشرعية السياسية والدستورية الجديدة ويمكن محاكمتهم والقصاص منهم لانهم خارج السلطة ولكنهم لو ظلوا فيها وفازوا بها سيحتمون بها هذه المرة بشكل شرعي وستطيل الشرعية الدستورية من اعمارهم وتزيد من عتادهم وقوتهم وايضا ستعطيهم وقتا كافيا للماطلات فيما يتعلق بملاحقات العدالة الدولية حيث يمكنهم مساومة بعض قوى المجتمع الدولى البراغماتي ليكف عن ملاحقتهم بعدما يحقق معهم منافعهم واجندتهم وبالتالي سنزداد شقاء ومعاناة وعذابا وفقرا و مرضا وجهلا ونحن نفقد الاصدقاء والحلفاء والمتعاطفين معنا عندما نبان امامهم بكامل عجزنا وتخاذلنا وعدم مسئوليتنا في التصدى الجاد لهذه الثلة المجرمة من خلال هذا الخيار المتاح للتغيير السلمي الديموقراطي.
سننتصر قطعا لاننا نرتكز على حق ابلج واضح وقضية عادلة تشهد عليها كل الدنيا مركوزة الان في الضمير الانساني تهزه وتستفزه وهوضمير يدرك حجم معاناتنا والامنا واحباطاتنا بالصورة والصوت والالوان وذات العالم الانساني بذات الضمير الانساني قد ساهم في تقديم العون لنا حين وفر الافا من الملاذات الامنة لنا في حضنه الكريم... وفي المقابل خصومنا اعداء الانسانية ليس لديهم بعد عشرين عاما ما يزايدون به علينا في هذا السجال غير سجل نتن مشبع بالجرائم والمفاسد والفظائع وسمعة بشعة يعرفها كل العالم ولن يتعاطف معهم حتى اشرار العالم لانهم اضحوا محتكرى الشر ومصدريه.
اتحدوا يا اهل السودان فلا تضيعوا هذه الفرصة الذهبية للانقضاض ديموقراطيا على اعداء الشعب والانسانية لاجل عزة وكرامة ووحدة السودان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكلي ثقة في نفسي حينما اطلب الرئاسة بصوت عال وهي حق دستورى استحقه وليست شيئا مقدسا ولا امرا عصيا على كل حر من احرار السودان حينما يطلبها طالما كان على سدتها كثير من الفاشلين والمجرمين ايدهم ونافقهم كثير من الانتهازيين والفاسدين من اصحاب الاسماء والالقاب والرتب والشهادات دنسوها بفشلهم وجرائمهم وفسادهم ونفاقهم.
وهذا انموذج ارعن من حكام السودان المجرمين الذي انقلبوا على الشرعية بعد ان عهرها واهانها اهلها فقد ولج السلطة واياديه بعد اقل من عام تلطخت بدماء مئات من الابرياء ورغما عن سجله الدموى فقد نافقته بطانة عريضة من المتعلمين اصحاب الرتب العلمية المحترمة والالقاب وكثير من المتثاقفين والملتحين ( الاتقياء) بل الانكي ان جاء في اخريات ايامه من بايعه اماما للمسلمين والذين بايعوه اماما هم حكام اليوم الذين استمروا مواصلين في قتلنا وتعذيبنا ونهبنا وتشريدنا باسم الدين!
فكيف لا نطلب الرئاسة التي تطاول عليها امثال هذا الجاهل واستمر فيها على رؤوسنا ستة عشر عاما واعدنا ترشيحه لرئاسة الجمهورية مرات ومرات بنسب من الفوز الكاذب لم تتقاصر عن ال99% ولذلك اطلبها شرعا وبالباب وباهداف واضحة ومباديء ثابتة؟








وانموذج اخر هو حاكم اليوم المجرم الارعن والذي ولج السلطة ايضا بالسرقة وقد عجز ان يعدل مع شخص واحد وهي زوجته فكيف بالله سيعدل بين قرابة ال40 مليون مواطن لازال مستمرا في قتلهم وتعذيبهم وتشريدهم ونهبهم ورغما عن هذا السجل الحافل بالمظالم والمفاسد والجرائم لازال هنالك بلا استحياء من يدافع عنه ويبرر له كل جرائمه لانهم انتهازيون وسفلة يدافعون عن مصالحهم....فكيف لا اطلب الرئاسة لانصاف شعبي ضد هؤلاء المجرمين والسراق والمغفلين من تابعيهم الى يوم الدين!؟






ومثل هذا (السيد) كان قدرنا ان يكون رئيس وزرائنا المخلوع مرتين وقد اعطيناه السلطة الشرعيةلاول مرة وهو يافع لم يبلغ الثلاثين من عمره وفشل في التعبير عن تطلعاتنا والاحتفاظ بالشرعية لياخذها منه اعداء الشعب والذين صالحهم لاحقا بل ادى قسم الانضمام لحزبهم الاوحد وايضا بكل استهتار وغيبوبة اعدناه ثانية الى السلطة رجلا ناضجا في الخمسين من عمره وللاسف كرر ذات الدرس الفاشل مفرطا في الاحتفاظ بالسلطة ليستلمها من بعده من اهانوه وشردوه وقتلوا شعبه وهم الذين في اخريات ايامه ينافقهم ويتراضي معهم بلا استحياء بل معترفا بهم رؤساءه وقد هرول اليهم في اول المهنئين بعد غزوة ثوار دارفور وهم اهله وانصاره ليهنئ ظالميهم على قتلهم وظلمهم ناسيا انه بن جلدتهم وامامهم و رئيس وزرائنا الشرعي المخلوع الذي نؤمل فيه ان يستعيد الينا سلطته المسروقة من هؤلاء المجرمين و المصيبة انه برغم هذا الانكسار لا زال يطمح في حكمنا مرة ثالثة وهو على مشارف الثمانين من العمر كانما نحن شعب خلقنا مثل فئران المختبرات قدرنا ان يجرب فينا كل مافون وفاشل تجاربه واحباطاته.... ولذلك تقدمت للرئاسة بكل ثقة طالما ظلت امرا غير مقدس يتلاعب بمصائرنا فيها الفاشلون والقتلة واللصوص وتابعوهم من الانتهازيين والسراق المتعلمين و(الاتقياء)!


















وكيف لا يتقدم امثالنا لهذه الرئاسة غير المقدسة عندما نتذكر سويا كيف انه في غفلة من غفلات شعبنا الكبرى ان صار في ديموقراطيته الموؤودة الثالثة المرحوم احمد الميرغني رئيسا لمجلس راس الدولة وهو رجل دخل العمل العام بلا اي رصيد من مواقف وطنية تشفع له استحقاقية هذا المنصب ومؤهله الوحيد انه فقط بن الزعيم الروحي لطائفة الختمية السيد المرحوم على الميرغنى وشقيق السيد محمد عثمان الميرغني راعي الحزب الاتحادي وزعيم الطائفة والمهزلة انه طيلة حياتهما لم يترشح اي من الاخوين ( السيدين) لاي دائرة جغرافية ولم يدفعا اية ضريبة وطنية ولكنها احوال اهل السودان وطيبتهم ( المنبهلة) ان مكنت امثال هؤلاء ان يحكمونا من غير رصيد تاريخي وطني يعزز وجودهم وللاسف في اخريات ايام سودان المهازل قد صار السيد محمد عثمان الميرغني وهو رجل بلا اي رصيد وطني غير سجل مخز من الخيانات ولكنه (بالبركات ) قد صار رئيسا للمعارضة الوطنية السودانية بيسارها ويمينها وتلاعب بها داخل (القفطان) كما يتلاعب بطائفته وحزبه ويمكن ايضا لهذا السيد المحظوظ ان يكون رئيسا جمهورية السودان ايضا ( بالبركات) فكيف لا اطلبها وهي بهذ الحال غير المقدس فمن حق اي سودانى حر ان ينالها ويتقدم اليها بلا ادنى تهيب؟!







ثم ماذا بعد فضيحة الفضائح وهي سبة في جبين كل قادة العمل السياسي السوداني الذين عجزوا ان يلتزموا بوطنيتهم في ان يزوروا معسكرات اهلنا المشردين والمقتولين والمجوعين في دارفور الحبيبة اي في حدود تشاد والسودان وهم جماهيرهم ورعاياهم بل اهلهم ومن واجبهم التعرف على مظالمهم وهم مطالبون اخلاقيا وو طنيا الاهتمام بهم بينما نجح الاجانب والاغراب في زيارتها وهاهو وحده الرئيس الامريكي الحالي ( باراك اوباما) قد زار اهلنا في معسكرات النازحين حين كان سيناتورا وقد استمع الى اهلنا من دمنا ولحمنا وعظمنا قبلنا وتعرف على طبيعة مشاكلهم تظلماتهم ومنهم نساء مغتصبات في حين ان رئيس معارضتنا السيد السبط الشريف الميرغني لم يتفضل حتى اللحظة بزيارة هؤلاء المستضعفين وهو المتحدث الرسمي باسمهم والمسمتع بامتيازات المنصب على حساب شقائهم وموتهم وعذاباتهم والانكى ان السيد رئيس وزرائنا المخلوع امامهم والذي ترفده دارفور الجريحة بجل دوائره الانتخابية لم يستطع ان يزورهم ويشاطرهم احزانهم وهمومهم بل للاسف كان من اول المهنئين للسفاح البشير ضد الثوار المدافعين عن جماهيره واهله دما ولحما اي اهل جدته السيدة الدارفورية (مقبولة) ومن هنا ننطلق انسانيا واخلاقيا لنصرة اهلنا المستضعفين في دارفور وايقاف هذا النزيف الخطير بايجاد الحلول العادلة والناجعة في سياق الحل القومي العادل لكل مشاكل الوطن المضام و ما عاد هنالك من هو جدير باحترامنا من هؤلاء القادة الواهنين بعد هذه الفضيحة بعد ان احتكروا النضال والتحدث باسمنا وعجزوا عند المحكات عن دفع بعض الاستحقاقات التي عليهم في هذا المسار !










وهنالك خبر مفاده ان السيد سلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب و رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان قد اعلن مبكرا ترشحه لرئاسة الجمهورية وهو خبر مهم حيث ان المرحلة لضرورة موضوعية لاجل تمتين عوامل الثقة بين الشمال والجنوب لترسيخ بنيان الوحدة الوطنية كي لا يصبح الانفصال امرا واقعا تحتاج لجنوبي مسيحي وبلا منافس ان يحكم السودان ليضع بقية القوى السياسية في التجمع الوطني الديموقراطي التي وقعت على ميثاق القضايا المصيرية اسمرا (95) بما فيها عصبة الحكم الراهنة بعد قبولها ( نيفاشا) يضعها في محك حقيقي لاختبار صدقيتها في تبنيها لهذا المشروع اي مشروع دولة المواطنة الحرة والتي هي في الاصل دولة علمانية صريحة لاتعطي تمييزا لمواطنها في تحديد الحقوق والواجبات بسبب الدين اواللون او العرق او الجهة و الثقافة والذي تبناه مرغمين( الرساليون ) بقوة السلاح في نيفاشا والتي هي في الحقيقة اتفاق بين هازم ومهزوم حيث الحركة الشعبية هي الطرف الهازم الذي فرض فيها شروطه ومن ضمنها تحقيق دولة المواطنة العلمانية التي تقبل بالمسيحي او اي مواطن اخر من اي دين غير الاسلام ان يحكم البلاد وقد قبل به صاغرين المنهزمون اي العصبة الحاكمة رغم كل خطابات الهوس والجهاد والتأجيج الديني لمعاركهم في كل انحاء البلاد.
وفي المقابل على السيد سلفاكير كي يكون رئيسا عليه ان يحوذ ايضا على ثقة بقية اهل السودان غير الجنوبيين فيه شخصيا بعد ان وقف مواقف سالبة تجاه بعض القضايا الساخنة في غير الجنوب حيث لم تنفعل الحركة الشعبية لقضايا ظلم وقتل وفساد واضحة لا زالت تقع على اهلها في بقية اقاليم السودان بل الانكى انها وهنت مواقفها امام قضايا ظلم صارخة مستها شخصيا واهانتها من قبل شريكها ( المؤتمر الوطني) وعليه المطلوب من السيد سيلفاكير ان يوضح وجهته الفكرية والسياسية كحركة شعبية في هذه المرحلة الحساسة هل لا زالت متمسكة باطروحة السودان الجديد التي نادى بها الشهيد البطل قرنق وهي اطروحة وحدوية لا تعترف بدولة انفصالية في جنوب السودان كما يؤمن بها رياك مشار ولام اكول وبسبب هذه الرؤية حارب هذان الاثنان التيار الوحدوي اي تيار السودان الجديد داخل الحركة بقيادة الدكتور الشهيد قرنق بل انفصلا في السابق عن الحركة ووقعا اتفاقا مع عصبة الخرطوم عام 1998وقد عادا اخيرا الى الحركة ب في اخريات ايام الراحل قرنق الاخيرة بعد ملحة من المجتمع الغربي على ان يقبلهما معه داخل الحركة بعد كل ذاك السجل المخزي من الخيانات ..... وهل السيد سلفاكير مستعد لخوض الانتخابات القادمة حليفا للقوى الوطنية اي حلفاؤه السابقون في التجمع الوطني في قائمة واحدة في مواجهة شريكه في السلطة اي العصبة الحاكمة وهل هو على استعداد بعد الفوز على اعداء الشعب ان يشرع في حث الاجهزة العدلية الجديدة على ملاحقة ومتابعة ومساءلة كل من تورط في جرائم ضد الانسانية او اختلس مالا عاما وهم في الاساس شركاؤه في ( نيفاشا)؟
فقطعا اذا اجاب بالايجاب السيد سلفاكير على كل هذه المطالب بذات السقف الذي حددته فهو بالتاكيد سيكون الرابح الاكبر بالرئاسة ومستحقها بجدارة من غير منافس لانه جدد ثقة الشعب غير الجنوبي في الحركة الشعبية والتي خذلته كثيرا في الاونة الاخيرة وبالتالي يكون وفيا لروح القائد الراحل دكتور قرنق والذي كان يناضل لكل السودان والسودان الجديد في مفهومه ليس الجنوب الجغرافي الذي ينشده الانفصاليون المندسون داخل الحركة الشعبية...فليس من الاخلاق ان تطلب رئاسة الدولة كلها الان وفي ذات الوقت لا تمانع من انفصال جزء عزيز منها بعد عامين بل تحث الناس منذ الان على الانفصال وان يحرصوا عليه في حين ان موضوع تقرير المصير هو حق كفلته الاتفاقية لاهلنا في الجنوب ليقرروا رايهم النهائي حول الوحدة ام الانفصال سواء كانت الحركة الشعبية داخل او خارج السلطة الديموقراطية القادمةلانه اتفاق صار دوليا تصونه وتحميه قوى دولية واقليمية ولذا على السيد سلفاكير ان يوضح برنامجه الانتخابي حتى يحصل على حكم كل السودان بلا منافس والا من حق اي مواطن من شمال السودان ان يرشح نفسه وهو حق مشروع ليضع ايضا اهدافه وتطلعاته لحل ازمات كل السودان بما فيها اهلنا في الجنوب الحبيب لاننا لا زلنا نطمح في بقائهم بيننا طالما تواثقنا على بنيان دولة المواطنة الديموقراطية الحرة التي ستحقق قطعا العدل والمساواة المنشودة التي قاتل لاجلها اهلنا في الجنوب وبالتالى اصبح لا مبرر ولا ذرائع تبرر الانفصال.
وكي يظفر السيد سلفاكير بثقة وتأييد كل الشمال له رئيسا للسودان الموحد عليه ان يحترم ويلتزم علنا بمواقف ومباديء هذا الرجل العظيم الشهيد دكتور جون قرنق والذي الى ان ارتحل ظل مؤمنا بمباديء السودان الجديد اي السودان الموحد وليس الجنوب حلم الانفصاليين المندسين اليوم في قلب الحركة وهم يعزلونها عن نبض الشارع في اتجاه اجندة الانعزال بل هو السودان الواحد الذي امن به كل شهداء وابطال الحركة من كل اركان السودان ولذلك استقبل الشهيد قرنق في الخرطوم (الشمالية ) وليست جوبا ( الجنوبية) بالملايين من كل فج عميق احتراما لمواقفه المنحازة لكل اهل السودان.




عنواني الالكتروني
hushamhabani1@hotmail.com
teleph 4696825300
ادناه هو مجموعة روابط هامة حول قوانين السودان والانتخابات ورئاسة الجمهورية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.arabic.xinhuanet.com/arabic/2008-07/08/content_665781.htm

الخرطوم 7 يوليو (شينخوا) أجاز البرلمان السودانى اليوم (الاثنين) بأغلبية كبيرة قانون الانتخابات الجديد في صورته النهائية بعد مداولات مستفيضة حول مواده مع جانب لجان البرلمان المختلفة.
وبعد المصادقة على القانون الجديد سيتم تشكيل لجنة انتخابية خلال شهر للإعداد لإجراء الانتخابات العامة المقبلة والتي ينظر لها على أنها ستكون أول انتخابات حرة منذ 23 عاما ( أي منذ انتخابات عام 1986) .
ويتألف القانون الجديد من 115 مادة أبرزها إنشاء المفوضية القومية المستقلة للانتخابات والسجلات الانتخابية وتحديد طريقة انتخاب رئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب والولاة وشروط الترشيح لعضوية المجلس الوطني ومجلس الولايات والمجالس التشريعية الولائية إضافة إلى ضوابط الحملة الانتخابية وتمويلها ومراكز الاقتراع وفرز الأصوات والاستفتاء فضلا عن عقوبات الممارسات الفاسدة وغيرها.
وترجع أهمية قانون الانتخابات الجديد إلى أنه ضروري كي يختار السودانيون على أساسه رئيسا وحكومة جديدين في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة وهو الأمر الذي سيحدد - بدرجة كبيرة - مصير البلاد، وحدة أو انفصالا، حيث ستتضح الأوزان الحقيقية للأحزاب السياسية في السودان خاصة حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان واللذان يسيطران على 80 بالمائة من مقاعد البرلمان الحالي بحسب المراقبين.
ويعتبر قانون الانتخابات واحدا من بين قوانين كثيرة تسعى الخرطوم لتغييرها كي تتوافق مع مرحلة السلام الجديدة ومع الدستور الديمقراطي الجديد الذي وضع بعد اتفاق نيفاشا للسلام بين الشمال والجنوب عام 2005 ولكن الجديد في هذا القانون اشتماله على نظامي القوائم النسبية والانتخاب الحر المباشر.
وأقر القانون الجديد انتخاب 60 بالمائة من المقاعد عبر الدوائر الانتخابية الجغرافية أي مثل الانتخابات التقليدية (وهي حوالي 270 دائرة من الـ 450) و40 بالمائة عبر التمثيل النسبي (أي 68 دائرة ما سيقلل حصة الأحزاب الصغيرة).
واشترط القانون حصول أي حزب على 5 بالمائة من جملة الأصوات لدخول البرلمان وهي نسبة أثارت انتقاد عدة أحزاب قالت إن هذه النسبة سوف تخرج جميع الأحزاب التي في الساحة الآن خارج إطار العملية السياسية، وتبقي على خمسة أحزاب على الأكثر في المنافسة.
وكان التطور الأبرز في هذا القانون هو النص على أن يكون 25 بالمائة من المقاعد للنساء (حوالي 112 دائرة من الـ 450) وهو ما رحبت به كل القوى السياسية رغم أن المطالب النسائية كانت تطلب أن ترتفع النسبة إلى 50 بالمائة من المقاعد.
كذلك يشترط القانون الانتخابي - بالنسبة لانتخابات الرئاسة - الحصول على تأييد 15 ألف ناخب من 18 ولاية، كعدد ضروري لمن أراد الترشيح لرئاسة الجمهورية وحصول من يرغب في الترشيح لمنصب الوالي على دعم خمسة آلاف ناخب من المحليات.
كما يشترط القانون لفوز مرشح برئاسة الجمهورية أن يحصل على 51 بالمائة من الأصوات وهي النسبة نفسها المطلوبة لفوز ولاة الأقاليم السودانية المنتخبين.
ولم يواجه القانون صعوبات كبيرة فى طريق اقراره من قبل البرلمان وذلك بسبب توافق الكتلتين الرئيسيتين في البرلمان حول أهم بنوده وهما كتلة حزب المؤتمر الوطني الحاكم وحزب الحركة الشعبية فضلا عن تأييد أحزاب شمالية أخرى له
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا موقع المجموعة السودانية لمراقبة الانتخابات

http://www.facebook.com/group.php?gid=29322012974&ref=share


عناوين مهمــــــــــــــــــــــــــة حول قانون الانتخابات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&issueno=10815&article=477915&feature=

http://www.awapp.org/wmprint.php?ArtID=2420

http://www.facebook.com/topic.php?uid=29322012974&topic=5923

http://www.dw-world.de/dw/article/0,,3478199,00.html

http://www.masrawy.com/News/MidEast/AFP/2008/August/4/550959.aspx?ref=rss
حول دور المدونين السودانيين في الانتخابات القادمة
http://zool.katib.org/node/169

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قـــــــــــــــــــــــــــــــــوانين الســــــــــــــــــــــــــــودان على الانترنـــــــــــــــــــــــــــت
http://www.sudanlaws.net/modules.php?name=Content

http://www.islamonline.net/arabic/news/2000-12/15/article16.shtml

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/1DC75042-D358-4065-B131-0697713C5CCD.htm
نداء المغـــــــــــــــــــــــــــتربين السودانيين لرئيس الجمهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــورية ومفوضية الانتخابات
http://www.petitiononline.com/sud143ha/petition.html

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دستــــــــــــــــــــــــــــــــــــور الســـــــــــــــــــــــــــــــــــــودان الانتقالي1998
http://nour-atfal.org/documents/files/sudan_cons.doc
الباب الثالث
القيادة والتنفيذ

الفصل الأول
رئاسة الجمهورية

رئيس الجمهورية
المادة 36

لجمهورية السودان رئيس ينتخبه الشعب.


شروط الأهلية للترشيح للرئاسة
المادة 37

يشترط لأهلية الترشيح لرئاسة الجمهورية أن يكون المرشح:

أ/ سودانياً.
ب/ سليم العقل.
ج/ بالغاً من العمر أربعين سنة.
د/ لم تسبق إدانته منذ سبع سنوات في جريمة تمس الشرف أو الأمانة.

الترشيح والانتخاب
المادة 38

1- يجوز لكل ناخب ترشيح من يراه لرئاسة الجمهورية على أن يُزكى المرشح وفق القانون.

2- المرشح الفائز لتولي منصب الرئيس ، هو الحائز على أكثر من خمسين بالمائة من جملة أصوات الناخبين المقترعين.

3- إذا لم تحرز النسبة المذكورة في البند (2) يعاد الاقتراع بين المرشحين الاثنين اللذين نالا أصواتاً أعلى.

تأجيل انتخابات رئاسة الجمهورية
المادة 39

إذا تعذر انتخاب رئيس الجمهورية لأي أسباب قاهرة كما تقرر هيئة الانتخابات العامة فعليها العود للانتخابات أعجل ما تيسر، وعندئذ يبقي رئيس الجمهورية القائم رئيسا للجمهورية، وتمتد ولايته تلقائيا لحين إجراء الانتخابات وأداء الرئيس المنتخب لقسم التولي.

قسم تولى رئاسة الجمهورية
المادة 40

يؤدي رئيس الجمهورية المنتخب قبل تولى المنصب وأمام المجلس الوطني القسـم الآتي نصه: "أقسم بالله العظيم، أن أتولي رئاسة الجمهورية، في عباد ة الله وطاعته، مؤدياً لواجباتي بجد وأمانة ، وعاملا لنهضة البلاد وتقدمها، متجرداً من كل عصبية أو هوىً شخصي، وأقسم بالله العظيم، أن أحترم الدستور والقانون وإجماع الرأي العام ، وأن أتقبل الشورى والنصيحة، والله علي ما أقول شهيد".

أجل ولاية رئاسة الجمهورية
المادة 41

أجل ولاية رئيس الجمهورية خمس سنوات تبدأ من يوم توليه، ويجوز إعادة انتخاب ذات الرئيس لمرة أخرى فحسب.

خلو منصب رئيس الجمهورية أو غيابه
المادة 42

1- يخلو منصب رئيس الجمهورية في أيةٍ من الحالات الآتية:

أ/انتهاء أجل ولايته.
ب/ الوفاة.
ج/ العلة العقلية أو البدنية المقعدة وذلك بقرار من المجلس الوطني.
د / العزل وفق أحكام الدستور .
هـ/ قبول المجلس الوطني استقالته.

2- إذا غاب الرئيس أو خلى منصبه يتولي نائبه الأول أعباء رئاسة الجمهورية مؤقتا لحين عودة الرئيس أو انتخاب الرئيس الجدي.

3- عند خلو منصب الرئيس تجرى الانتخابات لرئاسة الجمهورية في مدى ستين يوماً من ذلك التاريخ.

اختصاصات رئيس الجمهورية
المادة 43

يمثل رئيس الجمهورية الحكم والسيادة العليا للبلاد، يقوم قائداً أعلى لقوات الشعب المسلحة والشرطة والقوات النظامية الأخرى ، ويختص بصيانة أمن البلاد من الأخطار وحفظ عزتها ورسالتها، والإشراف علي علاقاتها الخارجية ، ويرعى سيرة القضاء والعدل والأخلاق العامة، ويرعي المؤسسات الدستورية ، ويعبئ نهضة الحياة العامة، وله في ذلك الاختصاصات والسلطات الآتية وفق أحكام الدستور والقانون:

أ / تعيين شاغلي المناصب الدستورية الاتحادية.
ب/ رئاسة مجلس الوزراء.
ج/ إعلان الحرب وفق أحكام الدستور والقانون.
د / إعلان حالة الطوارئ وفق أحكام الدستور والقانون.
هـ/ حق إبتدار مشروعات التعديلات الدستورية والتشريعات القانونية والتوقيع عليها.
و/ التصديق علي أحكام الإعدام قتلا ومنح العفو ورفع الإدانة أو العقوبة.
ز/ تمثيل الدولة في علاقاتها الخارجية بالدول والمنظمات الدولية وتعيين السفراء من الدولة واعتماد السفراء المبعوثين إليها .
ح/ التمثيل العام لسلطان الدولة وإرادة الشعب أمام الرأي العام وفي المناسبات العامة.
ط/ أي اختصاصات أخري يحددها الدستور أو القانون.

نائبا رئيس الجمهورية ومساعدوه
المادة 44

يعين رئيس الجمهورية نائبين بذات شروط أهلية رئيس الجمهورية، ويعين مساعدين لـه ومستشارين، ويحدد بينهم أسبقياتهم ومهامهم، ويؤدى كـلُّ منهم أمـام الرئيـس القسـم الذي يؤديه الرئيس.

المسئولية الجنائية لرئيس الجمهورية
المادة 45

تكون المسئولية الجنائية لرئيس الجمهورية علي الوجه الآتي:

أ/ لا يجوز اتخاذ أي إجراءات جنائية ضده إلا بإذن يصدره المجلس الوطني كتابة.
ب/ تتخذ الإجراءات المنصوص عليها في الفقرة (أ) أمام المحكمة الدستورية.
ج/ يرفع أي قرار بالإدانة الجنائية للمجلس ليتخذ ما يراه مناسبا بشأنه.
د/ يجوز للمجلس بأغلبية ثلثي أعضائه عزل رئيس الجمهورية في حالـة الإدانة بجريمة الخيانة أو بأية جريمة أخرى تمس الشرف أو الأمانة.

الطعن في أعمال رئيس الجمهورية
المادة 46

يجوز لكل متضرر من أعمال رئيس الجمهورية أن يطعن فيها:

أ/ أمام المحكمة الدستورية إذا كان الطعن مصوباً لأي تجاوز للنظام الاتحادي الدستوري، أو للحريات أو الحرمات أو الحقوق الدستورية.
ب/ أمام محكمة إذا كان الطعن مصوباً لتجاوز

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


روابط هامة ذات صلة بالموضوع

http://liberalsudan.org/women/

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وبهؤلاء يمكن ان ننجـــــــــــــــــــــــز الخلاص الحقيقي للوطن في هذه الظروف العصيبة وتجمعهم هموم واحلام ومصير مشترك ولا فوارق ايديلوجية عقيمة تباعد بينهم بل صار بينهم تثاقف فكري وسياسي ما كان متاحا في الماضي بسبب ثمرة ثورة الاتصالات الحديثة وايضا بسبب تقدم الحياة واستقرارها في المنافي التي فيها يتساكنون ويتعايشون.

نـــــــــــــداء لتكوين كيان ( السودانيون الاحرار)
وهو مقترح لنواة تنظيم المستقبل الوطني العريض والذي اساسه سودانيو المهاجر الذين خرجوا في ظروف قسرية متشابهة وجلهم اصحاب قضايا وهموم ونضالات مشتركة ويحملون الوطن في المنفي هما و هدفا وغاية يتطلعون لتقدمه ورفعته والعودة اليه منتصرين على من شردوهم وطاردوهم طالما لا زالوا مرتبطين باهاليهم في الداخل يقدمون بكل ايثار لهم العون والمساعدة وتغطية ما عجزت ان توفره لهم الدولة الفاسدة الظالمة في الوطن وهذا الطيف المهاجر توافرت له في الخارج حيث يعيشون بحيثيات اقامات جديدة كمواطنين ومقيمين ولاجئين ظروف موضوعية افضل للحوار والمثاقفة الوطنية فيما بين عناصره وهي حوارات سهلت قضية التفاهم فيما بينهم حول قضايا وطنية معقدة وقد خلقت بالفعل قواسم فكرية وسياسية مشتركة وهم في ظروف تعايش وتساكن وتحاور افضل غير متوافرة لاخوتهم في داخل الوطن حيث تطحنهم هناك دوامات البحث عن لقمة العيش وملاحقات الدولة الباطشة الفاسدة التي يزعجها اي هامش حرية يجمع بين مجرد شخصين سائرين في طريق عامة او في بيت فرح او عزاء وهي تتوجس من همسهما العفوى بفوبيا المؤامرة التي تهدد وضعها الوهين...وهذا الطيف العريض المكون لهذا الكيان المقترح هو اساسه من القوى الوطنية الحية المحايدة اي المستقلة والتي هي القاعدة الاعرض باعتبارهم في البدء رافضين الانتماء لاي من كيانات الوطن السياسية وهي لم ولن تلبى طموحاتهم ومعها بعض الناشطين المتمردين من عناصر وطنية حية مؤطرة سابقا في كيانات سياسية تمردوا عليها بعد ان ضاقت برامجها واطروحاتها وشعاراتها علي اعضائها وما عادت تناسب سقوف وعيهم الجديد وهي تتقاصر امام اكتافهم المعرفية وتطلعاتهم وحيويتهم السياسية والفكرية المتجددة والتي اكتسبوها لاحقا من خلال معايشتهم اوضاعا حياتية جديدة استفادوا منها بايجابية وقد اثرت بافكارها وثقافاتها وحياتها في واقع تفكيرهم وتطويره الى الافضل وهم في حالة انتقالية بجاهزية لتقبل اي جديد يتناسب مع وعيهم المتجدد ولذلك يتوقون بحيويتهم وايجابيتهم نحو الافضل!فلا عاد المهاجر السوداني المتحزب والمتعايش اليوم بالفعل في بيئات حرة ديموقراطية جديدة ما عاد اسيرا مدجنا بذات القدر الذي كان مدجنا به في السابق في داخل الوطن وطائعا اعمى لتنظيمه المتخلف الذي لا يتوافر فيه الحد الادنى من الحرية التي تكفل له البذل والعطاء المبدع بافكاره ومبادراته الذاتية وذلك بسبب تسيب تلكم الزرائب الحزبية والسيطرة المطلقة عليها من قبل نخب وبطانات من الانتهازيين تشكل جدرا منيعة بين القاعدة والقيادة في ظل قيادات متخلفة ما عادت تمثل ( كاريزما) لاي واحد من هؤلاء الوطنيين المهاجرين بل جلهم اليوم سيحتقرها بعدما تملك وعيا جديدا وشاهد بام عينيه تطبيقات الديموقراطية واجواء الحريات في تلكم المهاجر الجديدة وخصوصا تلكم المهاجر التي تعايش اوضاعا ديموقراطية حقيقية تساعد في نمو وعي هذا الكادر المهاجر والذي بالتاكيد ما عاد يحمل ذات القداسة بل تجعله يحتقر كل يوم ماضي تبعيته وتخلفه داجنا في تلكم الزرائب المنتشرة في داخل الوطن والتي لم ولن تتعامل مع هذا الكادر الا مجرد رقم فقط وليس كانسان مبدع طموح خلاق مبادر..نعم انه حراك وطني مطلوب في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن لحماية الوطن وصونه وهو مساهمة من سودانيي الشتات في التغيير عن بعد في وطن هو في وجداناتهم راسخ اقرب الى ذواتهم من حبل الوريد وهو حلم واقعي جدا ومشروع ان نتوق الى هذا المثال والذي يمكن ان يكون كيانا وطنيا ضخما بأذرعه السياسية والثقافية والاقتصادية والاعلامية وغيرها مسنودا بخبرات اعضائه المشتتين في كل المنافي وقد اكتسبوا فيها خبرات وتجارب ثرة حتما سوف تطور وتنمي هذا الكيان الحلم لبناء الوطن الاكبر وهو كيان يسهم في تقريب يوم العودة النهائية نحو الوطن لكل اعضائه ليسهموا في البناء الحقيقي للوطن وهو حلم قابل للتحقق وما علينا الا العزيمة والارادة الوطنية الحرة وان نشرع منذ الان في تكوين هذا الكيان الوطني الحلم والذي سنصوغ افكاره والياته بعقل الجماعة الذي سيكون الافضل في تجويد الفكرة والممارسة التي يغذيها بخلاصة تجارب وخبرات متنوعة لالاف من المبدعين والمؤهلين من عناصر هذا الكيان الحلم وهم يصوغون مشروع الخلاص الحقيقي بديلا لعقلية الفرد الاحد وهي عقلية احادية قاصرة لن تاتي بكل الحقيقة طالما لا زالت هي عقلية انسان عادي يخطيء ويصيب وبالتالي لا تناسب روح هذا العصر الجديد بعد تلاحق الكتوف المعرفية في زمن ثورة الاتصالات التي ملكت الجميع المعرفة وبهاقد وسعت دائرة الادراك وفي المقابل ضيقت من دائرة التجهيل والتضليل والخداع والغش والتي يتحكم فيها الفرد الاحد الصمد وهو المستفيد الحقيقي من جهل الاخرين!نعم نحتاج هذا الكيان الحلم لاجل هذا الوطن الحبيب ونحن تبعدنا عنه الجغرافيا ولكنه اقرب الى وجداناتنا احيانا من قلوب كثيرين به من اهلنا في داخله وقلوبهم شتى و مشتتة في دوامات الرزق اليومي الصعيبة وهم مطاردون ومشردون ومقهورون بحق يحتاجون لمن يؤازرهم ويحميهم لا بالحوالات المالية والمساعدات العابرة والتي تطيل من عمر الكلاب .. بل بهذا الكيان الحلم الذي حتما لو فكرنا فيه بمسئولية وطنية سيعيد الامور الى نصابها وقطعا سنعود ليعود معنا الوطن الذي في دواخلنا اكثر اشراقا من ذي قبل نغذيه بوعينا وفكرنا الوطني الجديد المحرر من كل افات التبعية والتدجين والاستلاب.والى الامام
هشام هباني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبهذه الالية الاسعافية الطارئة يمكن ان ننجز استعادة الشرعية السياسية من العصبة السارقة لها وبعد ذلك يمكن ان نحقق اهدافنا الوطنية في ظل نظام ديموقراطي حر مصون بارادة الشعب السوداني بقيادة قواه الحية من كل طيفه السياسي بروح وطنية تسمو في هذه المرحلة فوق الروح الحزبية وامراض القبلية والجهوية والطائفية التي يغذيها المجرمون لتبعيضنا وتشتيتنا للقضاء علينا فرادى في المعركة المصيرية القادمة.

ــــــــــــــــــــــــــــ

حملة دماء الشهـــــــــــــــــــداء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


انه الطريق الامثل والاوحد ان تنتظم البلاد منذ الان تدشين حملة وطنية شاملة تحت اسم( دماء الشهداء) وهي حملة لحشد وتوحيد الصف الوطني المناهض لقوى الهوس والاجرام والفساد في الانتخابات المقررة في العام المقبل بناء على الدستور 2005الانتقالي وعلى اتفاق نيفاشا وهي حملة تتخذ من اسمها رمزا و عنوانا للثأر الوطني انصافا لشهداء الديموقراطية من كافة قوانا الوطنية ونحن نحسن الوفاء لشهدائنا بموقفنا الموحد في مواجهة قاتليهم اي خصومنا في المعركة الانتخابية القادمة وهي الفرصة السلمية والسانحة الوحيدة للانتصار على خصمنا ديموقراطيا ولكن لن يتأتى هذا النصر الحلم الا بتوحدنا في قائمة واحدة تمثل كل قوانا الوطنية بلا مزايدات ومماحكات وايضا توحدنا حول اسم واحد لمرشح لرئاسة الجمهورية يعبر عن وحدتنا ووحدة تطلعاتنا الوطنية المشروعة في الوحدة والحرية والعدالة والمساواة وهو الطريق الوحيد والمضمون للانتصار في مواجهة خصم مستقو بمقدرات دولة منهوبة ومستباحة عشرين عاما حتما سيوظفها للظفر بهذه الشرعية التي يطمح ان يقنن بها وجوده غير الشرعي ليقنن فساده واجرامه ونهبه للوطن باسم القانون والدستور وايضا سيمارس قتلنا وتعذيبنا وتشريدنا باسم الشرعية السياسية التي سيحوز عليها قطعا في هذه الانتخابات اذا ظللنا في فرقتنا وتشتتنا وهو امر يراهن عليه وما حدث في مهازل نقابة المحامين واتحاد المزارعين واخيرا اتحاد طلاب جامعة الخرطوم لهو مجسم صغير يعبر عن فشلنا مستقبلا في معركة الانتخابات العامة اذا ظللنا بهذه الروح الكسيرة غير المبالية المشتتة والممزقة.... ولكن لا بديل ولامخرج لدينا من هذه الوهدة التاريخية للظفر بهذه الانتخابات غير تطبيق انموذج ( دائرة الصحافة) في اخر انتخابا ت ديموقراطية ومبدأ قوائم تحالف القوى الوطنية الذي نجح به طلابنا في محاصرة الخصم والانتصار عليه.ان حملة ( دماء الشهداء) ينبغي ان تكون حملة وفائية وثأرية لاجل رد الاعتبار لاولئك الشهداء من سقطوا في سوح النضال لاجل استعادة الديموقراطية وهي حملة رد للجميل وتعبيرا عن اننا امة ذات اخلاق ووفية لشهدائها حين تحسن الوفاء في هذا الشكل التضامني المتوحد في مواجهة القتلة والمجرمين واللصوص اعداء الشعب لنستعيد منهم الديموقراطية التى سقط لاجلها اولئك المناضلون وفدوها بأعز ما يملكون وهي ارواحهم وبعدها سنمارس الشرعية السياسية لنبدأ مسيرة الحساب والقصاص العادل وفق مؤسسات القانون لرد المظالم الى اهلها ورد الاعتبار لكل منتهك كرامة وعرض وقبل كل ذلك نكون قد احسنا الوفاء لدماء شهدائنا وانتصرنا لهم على ظالميهم بهذا التوحد الوطني .وأخص بندائي هذا كل القوى الوطنية الحية داخل احزابنا الوطنية بمختلف توجهاتها لتمتلك زمام المبادرة وهي المؤهلة وحدها لانجاز هذا المشروع الوطني الضخم في وجه المخذلين والمحبطين والذين باعوا انفسهم للعصبة مقابل امتيازات ومناصب وهم الذين يراهن خصمنا على وجودهم السلبي الكبير في احزابهم للانتصار علينا كأحزاب لا زالت تسير برؤية هؤلاء المخذلين والمحبطين ولذلك ينبغي تجاوز هؤلاء بالقوى الحية التي تتمترس بالوعي الوطني السديد وهي مدركة حساسية المرحلة وامكانية التغيير السلمي من خلال هذا المتاح من خلال الوحدة الصلبة التي تتقاصر فيها طموحاتنا الحزبية امام المصلحة الوطنية العليا وفي رقابنا التزام اخلاقي بالوفاء لنضالات الابطال وتضحيات الشهداء الذين سقطوا لاجل استعادة الديموقراطية.واقتراحي كخطوة عملية لابتداء هذه الحملة ان نستفيد من الاطار الموجود اي اسم التجمع الوطني الديموقراطي الحالي كاطار جامع لكل القوى الوطنية المعارضة اي ان نسعى حثيثا لنحيي فيه الروح وننعشه باعادة هيكلته من جديد ليتسع الجميع قدامى وجدد ليواكب متطلبات المرحلة الراهنة كي ننطلق باسمه في هذه الحملة الوطنية ونحن ننتزعه من ايدى المخذلين والعملاء ليكون مركبنا التي نعبر بها الى النصر برؤية وطنية تسودها روح التضامن والوحدة الوطنية وعلينا ان نبدأ بمجموعات الخارج من الكوادر الوطنية المدربة لنجعل منها فرق عمل تنويرية تطوف داخل وخارج الوطن تستقطب الدعم الجماهيرى لهذا المشروع الوطني شارحة ومبشرة جماهيرنا العزيزة بهذا المشروع الوطني اي مشروع الخلاص النهائي من قوى الهوس والردة وان تضع هذه الفرق خطط واليات هذه الحملة وكل المعينات بالتنسيق مع فرق عمل داخلية ويتم بذلك التنسيق داخليا وخارجيا في وحدة وطنية ستقودنا الى النصر الاكيد....وبالضرورة جدا طالما ستدشن الحملة اسمها مرتبطا بدماء الشهداء ينبغي ان تعلن بوضوح ساطع في برنامجها الانتخابي مؤكدة اعلان مبدأ المساءلة والمحاسبة والقصاص الوطني العادل وفق قانون وطني شرعي يضعه برلمان اي سلطة تشريعية شرعية تمثل كل شعب السودان و تنفذه مؤسسات وطنية عدلية دستورية نزيهة حرة ومستقلة سيقدم امامها كل متهم بجرائم التعذيب والقتل والثراء الحرام واشاعة الحرب والفتنة من رموز الشمولية المندحرة وعلى راسهم المتهم الاول السفاح عمر البشير وهذه المطالب المشروعة هي سقف لا يمكن ان تتقاصر عنه غايات واهداف هذه الحملة الوطنية التائقة لارساء قيم العدالة والمساواة والديموقراطية والتاخي والوئام لاجل كرامة وادمية انسان السودان وهي ترد اليه الاعتبار المعنوى لكرامته وادميته المنتهكة ومن ثم التعويض المادى عن كل الاضرار التي لحقت به جراء تلكم الشمولية الكريهة...وايضا على الشخص المتقدم لرئاسة الجمهورية ان يكون بالضرورة مؤمنا بالوحدة الوطنية للبلاد ومشهودا له بتاريخ يعضد هذا الوعي ومؤمن جدا بمبدأ المحاسبة والمساءلة لقوى الدكتاتورية المدحورة ديموقراطيا وان يلتزم باحالة هيئة رئاسة الجمهورية الى منصة عليا تنطلق منها بعد النصر الانتخابي حملات اعادة بناء الدولة ومكافحة الفساد والمفسدين وان يعمل رئيس الجمهورية المنتخب مع البرلمان الوطني الجديد على العمل لتعديل دستورى بموجبه تحال هيئة رئاسة الجمهورية من حالة احادية الى هيئة جماعية تناوبية تمثل كل اقاليم السودان اي باحالتها الى مجلس رئاسي يمثل كل اقاليم السودان ويتناوب فيه ممثلو تلك الاقاليم على الرئاسة بشكل دورى تعبيرا عن قومية هيئة الرئاسة وعدالة هيكليتها الجديدة المعبرة عن الوحدة الوطنية كاعلى شعار في هذه المرحلة الوطنية الحساسة وفي ذات الوقت يحتفظ اهلنا في جنوب الوطن بحقهم التاريخي المقرر في اتفاقية نيفاشا في الاستفتاء على تقرير المصير اذا ارتأوا اختياره بعد كل هذه المنجزات التي حققوها مع اخوتهم بالثورة الانتخابية.... وايضا ان تكون هنالك في برنامج الحملة حلول عادلة لكل اهلنا في كل اقاليم السودان واولها الحل العاجل لايقاف النزيف في اقليم دارفور بما يرضي كل اهلنا في الاقليم بمختلف توجهاتهم واثنياتهم....ان هذه الحملة الوطنية ( دماء الشهداء) لن تنتهي فقط عند نهاية الانتخابات حيث كل عضو بعدها سيرجع الى تنظيمه الاول باعتبار ان التحالف قد انفض سامره لا والف لا بل ستبدأ حينها منذ تلكم اللحظة التاريخية الفاصلة الثورة الوطنية الحقيقية من مدخل الشرعية السياسية الجديدة بعد هذا النصر والذي هو المدخل الطبيعي للثورة الشرعية حيث ستستمرذات الحملة الوطنية باكثر قوة وحيوية ومسئوليات اكبر مستصحبة بمعنويات عالية لتواصل ذات القوى الوطنية المنتصرة التصحيح الثورى الحقيقي لترتيب اوضاع الدولة التي سنرثها بكل عطبها وقيمها الفاسدة ولصوصها ومجرميها واعوانهم من الطفيليين والمفسدين وثقافتهم المشبعة بالمظالم و بالجرائم والمفاسد والاستباحات وستقود هذه الحملة ذات القوى الشرعية المنتصرة ديموقراطيا وهي مطالبة اخلاقيا وتاريخيا بالحفاظ على مكاسبها اي هذا النصر الكبير والذي ربما سيضيع في اية لحظة اذا فرطنا في حمايته والدفاع عنه طالما ظل اولئك المهزومون من رموز وربائب الفاشية المدحورة طلقاء يمتلكون كل اسباب القوة التي غنموها بالباطل وهم افات ناخعة في مفاصل هذه الدولة وهو امر خطير يهدد استقرارها في اية لحظة لانهم لن يقفوا مكتوفي الايدى بل سيسعون للثأربكل خسة وغدر كل يوم لتقويض وتكسير كل منجزات ومكاسب الوضع الجديد لضرب هيبة النظام الشرعي الجديد ولتشكيك الجماهير في نصرها ومكاسبها لتحن بكل استلاب الى زمن السخرة والاستلاب والمظالم والمفاسد عندما يواجهون راهنا جديدا مشبعا بمزيد من الازمات والاختناقات المعيشية التي سيخلقها عمدا ويزرعها عن قصد هؤلاء الطفيليون المحتكرون لمفاصل الدولة واقتصادها وتجارتها باموالنا المنهوبة لضرب هيبة نظام الحكم الديموقراطي لافهام المواطن البسيط ان الديموقراطية ما هي الا مجرد حالة كلامية من الفوضي بلا منجزات حيث لا تعني الحرية للمواطن شيئا اذا كانت الدولة الجديدة لا توفر للمواطن قوت يومه حيث لن يستوعب هذا المواطن الجائع بذهنيته المستلبة هذا النصر المعنوى اذا لم يكن مستصحبا في ذات يومه بامل قريب في لقمة العيش وحبة الدواء وكراس المدرسة وهنا الامتحان الحقيقي امام هذه القوى الوطنية الحية التي ستقود هذه الحمل الثورية لتثبت للمواطن ان الحرية والكرامة قبل لقمة العيش !
نعم هذه اوضاع معقدة جدا لا بد ان تصحح وتعالج بقوى ثورية واعية من احرار قوانا الوطنية وهي تقود هذه الحملة الوطنية بعد النصر الانتخابي لتتحمل بكل جدية ومسئولية تحديات هذا التغيير الجذري الكبير الذي يتطلب وعيا عميقا بابعاد ازمتنا الوطنية ومطالبون ان يعملوا على الحفاظ على هيبة الحكم الديموقراطي الجديد من خلال اشاعة ثقافة الديموقراطية في كل مناحي الحياة بما فيها تنظيماتهم واستحداث اليات وطنية قانونية ودستورية لحماية الوضع الشرعي الجديد وفي ذات الوقت يسعون حثيثا لتامين الضروريات المعيشية لمواطن جائع مفقر يهمه قبل الحرية تحقيق اشباع عاجل في الخبز والدواء والكراس ليعيش كريما متنعما بالحرية حيث لا معنى للحرية مع الجوع والمرض والامية ولذلك لا بد من استصحاب هذه الحملة المنتصرة باليات شرعية مقننة لتعمل على تامين الوضع الديموقراطي وحمايته من المتربصين به وفي ذات الوقت تفرض هيبة النظام الشرعي الجديد بسلطة القانون من خلال برلمان وطني شرعي هو ملك شعب السودان المنتصر يشرع لاجل تصحيح الاوضاع القديمة ليعيد الامور الى نصابها بمؤسسات عدلية نزيهة مستقلة تعبر عن ارادة شعب السودان وهي تعمل على محاربة المجرمين والطفيليين واللصوص من بقايا الفاشية المدحورة وايضا مساءلة كل الذين قتلوا وعذبوا واغتصبوا وشردوا شعبنا ابان الفاشية المدحورة ثارا وردا للاعتبار لدماء لشهداء وعذابات المناضلين وكرامة المشردين داخل وخارج الوطن وبهذا الفعل الوطني الجسور نحقق النصر المعنوى لشعبنا وهو ينطلق لافاق الحرية والعدالة والمساواة حرا كريما حتما سيحقق النماء والرفاه...





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ولانصـــــــــــــــــاف هؤلاء قـــــــــررت الترشح ثأرا لهم من ظــــــــــــالميهم بعد ان تنكر لهم الكثيرون من رفاقهم بل خانوا دماءهم وتضحياتهم حينما صافحوا وتصالحوا وتراضوا مع العصبة المجرمة التي قتلتهم واياديها لا زالت ملطخة بدمائهم الطاهرة ولا احد من رفاق الشهداء يجرؤ على مساءلتهم ومحاسبتهم!






ولاجل هؤلاء لانهم اهلنا من لحمنا ودمنا ينبغي ان تتوحد ضمائرنا انسانيا واخلاقيا وايضا دينيا لمن لا يفهم الا بمنظور الدين لانقاذهم وانصافهم ضد مستضعفيهم وقاهريهم وقاتليهم وهم خصومنا السياسيون من هم في سدة الحكم اليوم بالباطل و الذين ينبغي ان نقتلعهم من الحكم بوحدة صفنا ديموقراطيا لنستعيد الشرعية وبعد ذلك لنحاسبهم على كل جرم ارتكبوه في حق هذا الشعب المضام والا فنحن شعب ساقط اخلاق وفاقد مروءة وشهامة ونخوة اي باختصار منعدم انسانية ...ورائع ان يثور ويتظاهر اهل الوطن لنصرة مظاليم غزة على بعد الاف الاميال وهو موقف انساني حقاني واخلاقي ولكنه عين السقوط الاخلاقي حد الحضيض عندما يغض هؤلاء (الحقانيون الاخلاقيون) الطرف عن الاف (الغزات) والغزوات المندلعة عشرين عاما في بلادهم تحيق بهم وباهلهم في داخل البيت الواحد وهم يقتلون يعذبون يشردون باسم الله وهى قمة الغيبوبة والسقوط الانساني والاخلاقي والانكى ان من يؤجج عواطفهم تجاه مظاليم غزة ويامر باخراج المظاهرات في الخرطوم نصرة لمظاليم غزة هم ذات المجرمين حكامنا الذين فاقوا الصهاينة في تعذيب وقتل وحرق وتشريد شعبهم ولن يسمحوا ابدا بخروج مظاهرة واحدة تدين جرائمهم في قلب الخرطوم لان مصير من سيقودونها سيكون هو القتل والتعذيب والاغتصاب والمطاردات . فالصهاينة المجرمون يقتلون شعبا ليس من جلدتهم ولا من دينهم وهو ظلم ماحق وغير مبرر ولكنه ليس اعظم من ظلم عصبة الخرطوم المتأسلمة التي تقتل اهلها من دينها وجلدتها ووطنها بحكم يتنطع باسم الله ( وظلم ذوى القربى اشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند) وقد مارسوا الابادة الجماعية بقتل عشرات الالاف من اهلهم منهم من بني دينهم وجلدتهم وقد تناسى هؤلاء( الاتقياء) ان الدين الذي يتاجرون ويتنطعون به يعتبر قتل نفس واحدة بغير حق كانما هو قتل للناس اجمعين اي ابادة جماعية (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) ولذلك ينبغي ان نتوحد على هذه القاعدة الانسانية والاخلاقية ومن ارادها دينيا لننصف أنفسنا واهلنا ونحن نواجه القتلة والمجرمين بقولة الحق والساكت عن الحق شيطان اخرس لان الخوف نقيصة اخلاقية وضعف في الايمان عندما يحول بينك وبين الحق ونصرة المستضعفين وانت تخاف عقاب الظالم ولا تخاف عقاب رب الظالم اي ربك رب العالمين تعالى!




ولاجل هذه الدماء الغالية الطاهرة لهؤلاء الشهداء المظاليم والذين سقطوا في قلب الوطن لا في (غزة) برصاص الحكام المسلمين ( الاتقياء) من بني جلدتهم ودينهم لا برصاص الصهاينة يجب اخلاقيا وانسانيا ووطنيا ان نقف صفا واحدا لانصاف هؤلاء الشهداء في وجه الطغيان اي القتلة الحقيقيون وهم العصبة الحاكمة وان تاخذ هذه الانتخابات القادمة زخما ثوريا ثأريا لترسخ في وجدان الناس معاني وقيم الثورة لانصاف هؤلاء الشهداء المظاليم وايضا لانصاف انفسهم من ظالميهم بشكل سلمي حضاري لنؤكد للاجيال القادمات من ابنائنا واحفادنا ان شعب السودان الحالي في هذه المرحلة الحساسة من حاضر السودان ليس اقل عطاء وفداء وبذلا من شعوب السودان المتعددة عبر الازمان التي اعطت للوطن في محناته والامه عطاء عظيما عمدته دماء الاف من الشهداء في معارك التحرير ضد الاحتلال الاجنبي وايضا ضد الطغيان المحلي.. ولذلك واجب وطني واخلاقي ان ننصف هؤلاء الشهداء الابطال والا اننا سنوسم باننا امة حقيرة لا تعرف قيم الوفاء ولا تستحق الاحترام طالما لا تكرم دماء الشهداء وسوف لن تجد في المستقبل من يدافع عنها من الابناء والاحفاد لانهم ما تربوا في كنف امة تحسن الوفاء!





ان هذا التصور المبسط اعلاه بهذه الاهداف العامة لاستعادة الشرعية السياسية من ايدى غاصبيها لهو الطريق الواقعي والامثل والاشرف لاسترجاع الوطن لاهله ولانصاف احيائه وشهدائه وينبغي ان يكون برنامج حد ادنى تتواثق عليه القوى الوطنية في حملتها الموحدة لاسترجاع الشرعية ولا يحتاج هذا البرنامج حملات انتخابية تقليدية ترصد لها الملايين من الدولارات بل يحتاج توعية وتعبئة جماهيرية للشارع بشرح هذه الاهداف والمباديء العامة له لتوضيح ان الخلاص الحقيقي للوطن سيبدأ بهذه التوحد حول هذه المباديء العامة والتي تحتاج ضميرا وطنيا خالصا مستصحبا بزخم الثورة والثار وهو الذي يدفع الناخب تلقائيا لصندوق التصويت برغبة انصاف نفسه ورد الاعتبار لها من ظالميها عبر هذه الطريقة الحضارية السلمية والتي لن ينفق فيها قطرة دم بل مجرد ورقة تعزز رغبته في الانتصار لنفسه وهو يحقق تطلعاته في القضاء على ظالميه بشكل عادل وسلمي يعيد الامور الى نصابها ليبني وطنا حرا قائما على قواعد العدل والمساواة والمواطنة هي معيار الحقوق والواجبات..... وهذا الطريق لن تسلكه الا القوى الحية في داخل قوانا الوطنية حتى لو ادى الامر لتجاوز قياداتها اذا ظلت حجر عثرة امام التغيير وذلك عندما يتحدون باسم الوطن وهو حزبهم في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة وهم يتجاوزون حزبيتهم في راهن لا يحتمل التزيد والمماحكات حتى لا يخسروا هذا النزال المصيرى الحاسم فان خسروه فان التاريخ لن يرحم المتقاعسين وهم يفرطون في هذه السانحة السلمية التي نرجح فيها الانتصار على قوى الشر بشكل كبير اذا اتحدنا صفا وقلبا وعقلا واحدا امام عدو شرير يمتلك كل اسباب القوة المنهوبة من دولة مستباحة بين يديه عشرين عاما حيث لا يمكن مجاراته ونزاله فرادى لانه نزال غير متكافيء ابدا ...واذا خسرنا النزال فقطعا لن يحترمنا شعبنا ابدا ولا الاجيال القادمات ولا المجتمع الدولى المراقب لهذا السجال بل سيعترف بصاحب الشرعية السياسية وفق هذه العملية الديموقراطية وبناء عليها سيمارس العالم لعبة مصالحه مع الفائزين بالسلطة بغض النظر عن تاريخهم طالما يمتلكون وضعا شرعيا تم في ظروف اضعنا فيها بتهاوننا فرصة فوزنا لاستعادة سلطتنا المغصوبة ..
فبالوحدة فقط يمكن ان نعبر الى بر الامان ونحن معنا قوة الحق والحجة وارادة الشعب المضام وحتما سنهزم قوى الشر والتي لا حق يسندها ولا انجاز تزايد به علينا الا سجل مخز من الجرائم والمفاسد والمظالم لن تستطيع ان تباهي بها في هذا النزال..
ومثلما اثق في نفسي لريادة هذا المشروع الوطني عبر هذا الترشيح لهذه المنصة الرئاسية ايضا اثق في كل سودانية او سوداني حر صادق يقدم نفسه بذات السقف او اعلى منه لريادة هذا المشروع الوطني لانه يمثل سقف الحد الادنى من المطالب والتطلعات التي تنشدها معظم جماهير شعبنا المضامة في هذا الراهن الوطني البئيس ولذلك مستعد ان اكون جنديا في حملة كل من يقدم نفسه للرئاسة بذات السقف او اعلى منه لاننا نتواثق ونتحلق حول تطلعات ومباديء واهداف وهي التي تحكمنا بسياقاتها وليس حول اشخاص ليحكموننا فنحن في زمان ليس زمان المخلصين والمنقذين والرعاة بل هو زمان ( اتيام ) العمل المدربة والمؤهلة من القوى الوطنية الحية التي وحدها بعقل الجماعة ستقود هذا المشروع الوطني الكبير الذي سيحقق الخلاص النهائي.. فعقل الجماعة هو العقل الوطني الاشمل والارحب الذي سيكرس الحق والحقيقة لانه الاكثر ثراء في خياله وافاقه وسعته لانه خلاصة الاف من الخبرات المؤهلة والمدربة التي تثرى الفكرة وتشبعها بكل اسباب رسوخها ووضوحها وفائدتها من خلال هذا التنوع الحميد.
اذن لا خيار امامنا غير الوحدة في مواجهة اعداء الوطن وهي السبيل الوحيد للانتصار الابدى عليهم وعلى شرورهم وغير ذلك هو طريق الهزيمة والانتصار علينا هذه المرة باسم الشرعية وحينها لن يحترمكم مواطنكم الذي خذلتموه في هذه اللحظات التاريخية بهذا الموقف الانهزامي العطيب وايضا لن يحترمكم المجتمع الدولى المراقب لهذه المأساة المتجسدة في هزيمة القوى الوطنية السودانية امام من زعموا انهم اعداء الشعب وقطعا ستكون هزيمة مدوية وحينها سنفقد احترام الجميع لاننا لم نحترم ارادة شعبنا وتطلعاته وايضا اننا نافقنا كل الشعارات التي رفعناها وتنطعنا بها في مواجهة هؤلاء المنتصرين علينا بالشرعية الانتخابية وحينها حق لهم هذا الانتصار اذا كان المهزومون غير جادين وحريصين على مستقبل شعبهم ووطنهم!