الخميس، 11 ديسمبر 2008

هل في الامكان احداث الثورة الان؟

يمكن تحقيق هذا الحلم فقط لو ارتفعت الان الان روح المسئولية الوطنية لدى قوانا السياسية الناشدة تغيير هذه الاوضاع الكارثية الى الافضل بوعي ووجدان وطني سليم منضبط الى مستوى التحديات الراهنة التي يواجهها الوطن في ظل هذه التداعيات الراهنة والاخبار العالمية تؤكد دنو ايام السفاح تحت قبضة العدالة الدولية التي تحاصره اليوم من كل الاتجاهات وقد دعمتها ارادات دول وهيئات عالمية واقليمية مؤثرة في الحراك العالمي وقبلها اولا واخيرا رفض الشعب الغاضب في السودان له وهو تواق للتغيير بشدة بعد ان ذاق ما بعد سقف المظالم والمفاسد والهوانات بجميع اشكالها على ايدى هؤلاء الانذال وهذا هو التوقيت الذهبي المناسب بالنسبة لهذه القوى الوطنية لتجديد ثقة الشعب فيها وهي تستنهض نفسها من وهدة التخاذل والانكسار الى افاق التحرر والانعتاق وهي متحدة الان الان لاحداث التغيير المنشود بعد ان احبطت الشعب الصابر بمواقفها الخائبة المطبعة بل المشاركة والمتورطة في السلطة مع اعداء الشعب والانسانية وقد هرولت اليهم منهزمة منكسرة بعد ان منت الشعب بالتغيير والاجتثاث من الجذور لقرابة عقدين من المعارضة الوهينة....الان الفرصة مواتية للتغيير الحقيقي عبر ثورة شعبية عارمة منظمة تقودها العناصر الوطنية الحية في داخل هذه القوى الوطنية متجاوزة المخذلين والمنهزمين من قياداتها البائدة حيث العصابة الحاكمة الان في اوهن حالاتها بعد ان صار رئيسها مطاردا وبقية افراد العصابة ما عادوا في ظرفية نفسية تحفزهم للدفاع عن هذا الوضع المأزوم حيث يفتقدون كل مبررات البقاء في السلطة محملين بسجل مليء بالجرائم والمفاسد وايضا لا يوجد السند الشعبي المدافع عنهم بعد ان فقدوا المصداقية ولن تحميهم بنادق العسس والمأجورين لانها بنادق مدفوعة الثمن وليست منطلقة من ارضية عقائدية كما كانوا يزعمون ولن يناصرهم ايضا حتى الغلاة من مهووسيهم بعد ان تكشف لهم زيف خطاب التدليس والتضليل باسم الدين وبان العطب والفساد لدى اخوة الدين ولذلك انتقاما لانفسهم لن يدافعوا عن لصوص وفاسدين خدعوهم باسم الدين وقد تاجروا بدماء اخوتهم في حروب الهوس والتضليل ....
فوحدة هذه القوى الوطنية ضرورية الان الان وينبغي ان تكون قياداتها الحية في حالات اجتماعات مستمرة منعقدة ليلا وصباحا في داخل وخارج الوطن لتداول ومناقشة الاوضاع الراهنة وتداعياتها بالتحليل والتخطيط بلا تحفظ وخوف لانه ليس لدينا ما نخسره اكثر مما خسرناه لان هذه العصابة الجبانة بالتأكيد لن تدافع عن هذا المسخ اذا انطلقت الثورة الشعبية لانهم ليسوا اهلا لهذه المهمة وليس هنالك من سيدافع عنهم فهم حتما يفكرون الان في الهروب للتمتع بقية العمر بمغانمهم المنهوبة وبالتاكيد جل العصابة الان تحزم حقائبها للرحيل وفي انتظارها مناف وردية مشبعة بالارصدة المليونية من دولارات النفط المنهوب هربوها الى مصارف العالم ومعهم خدم وحشم وقصور وفارهات و(فاكهة وابا ) ولانهم اهل دنيا ومتع وحرام قطعا سيعجلون بالرحيل اذا استشعروا جدية ومسئولية هذه القوى الوطنية وعزمها هذه المرة على الاطاحة بهم...
لذلك لا بد من النهوض الان بهمة ومسئولية وطنية عالية تعلو فوق انتماءاتنا الصغيرة للعمل الوطني الدؤوب والجاد من قبل العناصر الحية داخل قوانا الوطنية بخارج وداخل الوطن لاحداث التغيير المنشود في هذه السانحة الذهبية والا قد نصحو ذات صباح لنجد كل العصابة قد هربت وتركت وراءها الوطن ارضا صفصفا وقد تهد المعبد علينا ونحن نيام وحينها لن نستطيع ان نملأ هذا الفراغ الطوفان وحتما سيضيع الوطن منا في فوضى عارمة بسبب تهاوننا وتفريطنا وهي اعلان رسمى للحرب الاهلية السودانية الشاملة حيث مؤججوها ومحفزوها وادواتها متوافرة بشكل مهول في كل حواري وازقة الوطن التعيس وهي نتيجة منطقية للاستهتار وغياب المسئولية الوطنية بين كافة قوانا السياسية التي سيبتلعها جميعا الطوفان اذا لم ترتفع الى مستوى الاحداث والتداعيات الراهنة وحينها لن يفرق الموت والخراب والدمار بين يساري تقدمي ورجعي طائفي وسيبقى الرابح الوحيد من هذا الخراب هم اعداء السودان من اولئك الانذال الهاربين وهم وابناؤهم على الارائك سيستمتعون شامتين عبر شاشات البلازما من منافيهم الوثيرة في جنان الجزر الماليزية والاندونيسية الساحرة بحرب في الوطن البعيد أشعلوها وراءهم بكل خسة ونذالة وقودها
المستهترون من احزاب وتنظيمات تدعي المسئولية الوطنية قد تحاول ان تنهض من ذاك الخراب ولكن للاسف بعد فوات الفوات....

ليست هناك تعليقات: