وهؤلاء السلبيون دوما كشيء ملاحظ مهمتهم في الحياة تبخيس الناس اشياءها كأنما هم معين الحكمة الذي لا ينضب وهم ملاك الحقيقة وحدهم ويعافون الخوض في العمل العام باعتباران السياسة في رأيهم لعبة قذرة ستلوثهم اذا حاولوا الاقتراب منها مهما رفعت من شعارات براقة وخلابة لنصرة المظاليم ومواجهة الطغاة فكلها شعارات كاذبة في اعتقادهم الغرض منها اصطياد المغفلين وتضليل المساكين الى فخاخ احزاب سياسية بعينها مجردين الناس من ضمائرها كأنما كل سياسي ولج هذا الحقل صاحب غرض منعدم ضمير واخلاق وانسانية حتى لو عذبوه او اغتصبوه او سحلوه او قتلوه بسبب موقفه فانه في رايهم وحكمهم النهائي غير بريء فهو قد تحرك من منطلقات طمع ذاتي في السلطة....
ولهؤلاء أقول ان العلم والثقافة والشهادات التي يتزيون بها لا فرق بينها وبين اي قلادة جميلة يتزين بها اي كلب من الكلاب طالما لم تتنزل هذه الاشياء لخدمة الحق والحقيقة والمثقف الحقيقي ينبغي ان يكون انسانا ايثاريا حتى نهاية سقف الايثار اي موظف ضميره ووجدانه وثقافته بل كل حياته لاجل احقاق الحق والحقيقة وهو كائن شعورى في قمة الشعور الانساني الذي بلغه بمعرفته واطلاعه وهولا يجامل في قضية الحق وتأكيد الحقيقة وبالتالى مناصر بالدرجة الاولى للمظاليم ومقاتل بالدرجة الاولى للطغاة فهو اول المضحين واخر المستفيدين في اي قضية لانه لا يوزنها بميزان الربح والخسارة بل بميزان القيم والاخلاق لان منطلقاته في اية قضية منطلقات اخلاقية وانسانية وبالتالي تعامله مع السياسة كشأن عام منطلقاته فيها مجردة من اية نوازع مادية بل هنا هو كائن غيرى لاجل الاخرين
اخذا بايدى المستضعفين في مواجهة الطغيان...
هذا هو المثقف الحقيقي الذي نريده في معركة التغيير اذ ليس بالضرورة ان يكون منتميا الى مدرسة سياسية او فكرية بعينها وعدم ا انتمائه ابدا لن يعفيه عن هذا الهم الانساني لان السياسة مهمة مقدسة وواجب على كل صاحب ضمير واخلاق لانها تتعلق بمصائر البشر في معاشهم وسكنهم وحلهم وترحالهم واحلامهم ولذلك اي حياد عن هذا السياق الاخلاقي والانساني في تناول الشأن العام يمثل حالة خلل في ميزان صاحبها الاخلاقي والانساني وشرخا كبيرا في وعيه وبالتالي سيصنف بناء على هذا التشخيص انه انسان مكابر وجبان بل ساقط اخلاقيا لانه تقاعس في قضايا انسانية تحتاج منه العون والدعم لمظاليم في وجه ظالميهم وهنا يبان الفرق بين المثقف والمتثاقف حيث الاول هو صاحب الضمير المنفعل بقضايا واقعه وهو صاحب رؤية اخلاقية وانسانية يعمل كل يوم لتحقيقها مهما كلفه ذلك من ثمن واما الاخر المتثاقف فهو انسان سلبي يتظاهر بالوعي والمعرفة ولكنه يسقط في المحكات التي يبان فيها عريه وسلبيته وبالتالي يحسب دوما في صف الباطل لانه وقف موقفا سلبيا في قضايا لا تحتمل الحيادية بين الحق والباطل واية حالة حيادية بين الحق والباطل لهو موقف سلبي مصطف صاحبه في صف الباطل...
ولذلك ان محاولاتهم المستمية في التبرير لتقاعسهم وتخاذلهم في قضايا عامة لهو موقف جبان ونذل وسلبي بسببه يستقوى اهل الباطل على المستضعفين لان عددا كبيرا من هؤلاء المتثاقفين اختار خانة الفرجة وقد حيد نفسه عن هذا المعترك الذي لو اضاف اليه جهدا من وعيه الحقاني حتما سيرجح كفة الحق ولكنهم ساقطون جبناء يعجزون
عن المواجهات....فلا هم يستطيعون فعل شيء ولا يتركون الاخرين حتى لانجاز مجرد محاولات لعمل الخير.
وبناء على هذا التناول للدور الذي ينبغي ان يكون عليه المثقف في قضايا امته لا يستقيم البتة ان نعفي انسانا تهندم بهندام الاديب والمثقف صاحب الاسم ان نعفيه عن موقفة نفسه في قضايا تتعلق بأمته والامها وامالها واحلامها حيث ينبغي ان يكون الاديب او المثقف او الفنان سباقا للخير و هو ضمير امته المعبر عنها بادواته وافكاره والمنحاز اليها في سرائها وضرائها لانه كائن شعورى نبيل لا يمكن ان يناصر الظلم والظالمين ولا ان يتخلى عن المستضعفين بل هو اول المدافعين عنهم في وجه الطغيان ولديه ادوات التعبير عن موقفه لانه مبدع وجميل ونبيل يحسن التعبير عن قيم الخير و الجمال والا فانه ليس بمثقف ولا فنان ولا اديب ولا يحزنون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق