الاسعار في البلاد حتى اللحظة طاحنة جدا وهي في اعلى حالات ارتفاعها والمواطن في ذروة حالات معاناته وغضبه وانفعاله وهو وضع بركاني قابل للانفجار في اية لحظة خاصة والمواطن كل يوم يقارن بين نفسه المنهكة المتعبة الكادحة وهو يكد ويكدح ولا يجد من الصبح حتى المساء ما يسد به رمقه بينما هنالك في ذات الوطن من اهل وجيران واصدقاء هم وحدهم المنعمون المرفهون لانهم من بطانة الحكم والمتنفذين فيه ومشايعيهم من اهلهم ومحاسيبهم وهم كل يوم يتطاولون في البنيان والولدان والهندام والمركوب والمعاش والاسفار كاناس وحدهم المستفيدون من اوضاع البلاد ونعيمها وهي بلاد تنتج النفط وتباهي به كل يوم في اعلامها الرسمي القميء كانما استخراج النفط جاء فتحا مباركا لخير كل اهل البلاد كما زعم اللصوص الذين اختذلوا هذه الشعارات لصالح جيوبهم حيث تدفقت نعماء النفط فيها وفي جيوب محاسيبهم ولكن المواطن التعيس كان يدرى ان نعمة النفط ما كانت الا نقمة عليه حيث ما اتى النفط اليه الا ( بالساحق والماحق والبلا المتلاحق) حيث لم يتبدل اي شيء في حياته بل عسرها بارتفاع الاسعار وتهرب الدولة من مسؤولياتها تجاه مواطنها واستمر هذا المسكين في ذات الكدح والجوع والفقر وهو في اعلى سقوف المعاناة وهو يعلم ان ريع و عائدات النفط لم تدخل ابدا الموازنة العامة للبلاد بل دخلت في جيوب وارصدة عصابة الحكم واهلهم ومحاسيبهم وشركائهم وقد بانت في كروشهم وعروشهم وقروشهم ...وهذا الوضع هو السائد من قبل الازمة الاقتصادية العالمية الراهنة حتى عندما وصل سعر برميل النفط فوق ال150 دولار وهي زيادة خرافية ولكنها لم تنعكس على حياة المواطن التعيس في شيء بل دخلت في كروش التماسيح الكبار رصيدا لهم ولابنائهم وتابعيهم الى يوم الدين.
ولكن المحك الحقيقي والتاريخي الذي سيواجه هذه العصبة الفاسدة الجشعة النهمة سيكون انعكاسا لتداعيات الازمة الاقتصادية العالمية الراهنة عندما تضرب السودان المضروب اصلا في ظل هذه الاوضاع المتدهورة والمتفجرة والمواطن الان بركان قابل للاشتعال في اية لحظة اذا تأكد من زيادات قادمة في اسعار الضروريات المعيشية بسبب تدهور اسعار النفط العالمي وهو يعلم جيداعن تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية وانعكاسها على سعر البترول العالمي حيث نزل بسبب الكساد العالمي الى ربع السعر السابق ما قبل الازمة و هو محك خطير حتما قد يعصف بهؤلاء السفلة النهمين اذا حاولوا بجشعهم تعويض هذا التدهور في اسعار البترول بايجاد موازنة للاسعار البلاد من جديد لتغطية هذا النقص في ارصدتهم وجيوبهم النهمة وخاصة هذه الايام يعملون في الميزانية العامة للبلاد॥ فاذا حاولوا التفكير بعقلية جيوبهم النهمة التعويض عن هذا التدهور الخطير في اسعار النفط بذات نسبة تدني سعر البترول وهم يحاولون المحافظة على ثبات جريان النقد في ارصدتهم الخاصة من خلال زيادة اسعار الضروريات لتعويض النقص في ارصدتهم وتحميل هذه الزيادات للمواطن الفقران المتفجر جدا وهي زيادة يريدونها ان تتناسب وهذا التدهور اي بزيادة 400% فاذا فعلوها حتما هذه المرة ستشهد البلاد ثورة حقيقية قطعا قد تطيح بالنظام القائم قد يفعلها شعب السودان بعفويته المعهودة في الانتفاض من غير اذن وسبق اصرار وترصد ولا قيادات ولا يحزنون وقد تقع قبل ذكرى انتفاضة ابريل القادمة كنتيجة حتمية ومنطقية لهذا التصعيد في المعاناة بشكل غير مسبوق حيث انتفض شعبنا من قبل في الادنى منها فكيف لا ينتفض في الاكبر والافجع والاشنع والافظع والا سنعده شعبا ميتا نقبل فيه العزاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق