الخميس، 4 ديسمبر 2008

مابين قضاء السودان وقضاء الحاجة؟

لقد كثر في الاونة الاخيرة اي بعد طلب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية السيد ( اوكامبو) من المحكمة الجنائية الدولية امرا بمحاكمة سفاح السودان عمر البشير بتهمة جرائم ضد الانسانية وبين يديه عشرات الادلة والشهود على دعواه وهو امر اثار حفيظة كتبة وبطانة البلاط الرئاسي في الخرطوم والارزقية والمنتفعين وهم يدافعون عن ولي نعمتهم السفاح البشير غاصب الشرعية الدستورية وناهب مقدرات وطن بحاله استباحها بالباطل بوضع اليد قرابة العشرين عاما له ولمواليه وا تباعه وكلابه والمؤلفة قلوبهم وقد زايد هؤلاء الافاكون واللصوص باسم نزاهة قضاء السودان وحيدته وسمعته (الجيدة) فالمجرم البشير في نظرهم هو(رمز السيادة الوطنية) ولن يمثل امام اي محكمةاجنبية بل ان كان لا بد من قضاء حر مستقل ونزيه فقضاؤنا في رايهم المعطوب قضاء محترم ومستقل ونزيه ويضم خيرة رجال القانون في السودان من شهد الناس بنزاهتهم وحيدتهم واخلاقياتهم العالية فهو اولى بمقاضاة رئيسهم!
وتناسى هؤلاء الحواريون اللصوص المنتفعون من هذه المزايدة باسم حيدة القضاءان رئيس قضائهم الحالي نفسه ليس محايدا بل منتمي ومنظم في صفوف الحزب الحاكم وبالاضافة الى انه مزور في سيرته الذاتية ويمكنكم الرجوع في ذلك الى موقع القضائية السودانية॥ وايضا تناسى هؤلاء ان هذا الوضع الذي يعيشون فيه ويقتاتون منه هو وضع في اساسه باطل قد قام على باطل اي بسرقة السلطة الدستورية الشرعية من اهلها بوضع اليد اي بالانقلاب واي قاض او رجل قانون يقر هذا الواقع الباطل وهو يرضي بالعمل تحت هؤلاء اللصوص والمجرمين والقتلة فهو غير نزيه وغير امين وغير محايد طالما اقر هذا الواقع السياسي الباطل اذن السلطة القضائية التي يزايدون بنزاهتها وحيدتها غير نزيهة وغير محايدة طالما قبلت وضعا شموليا باطلا حيث لن يستقيم الظل والعود اعوج!
ولذلك عندما اربط بين قضاء السودان بقضاء الحاجة هنا الربط يأتي منطقيا بصلة العفونة بين الكيانين فالاول اي قضاء السودان فعفونته يستمدها من السلطة السياسية الباطلة والتي قبلها هذا القضاء بباطلها وهو بلا استحياء ينفذ قانونا وبه يقاضي صغار اللصوص والمجرمين بينما بلا استحياء يغض الطرف عمن سرقوا الوطن بأكمله بل يدافع عنهم عبر رئيسه المنتمي الى الحزب الحاكم وذات القانون الذي ينفذه هذا القضاء يسنه برلمان غير ديموقراطي بل برلمان مملوك بكامله للسلطة الباطلة وهذه عفونة بائنة ان تحتكم الى قوانين يسنها برلمان غير شرعي!
واما (الكنيف) مكان قضاء الحاجة كل الناس يعترفون بعفونته وقذارته ولكن ليس كل من دخله فهو قذر ولكن القذر من الناس من يرفض مكابرا وصفه بانه مكان قذر ولذلك اجد ربطا منطقيا بين الحالتين ولذلك ان من يزايدون بعدالة ونزاهة قضاء السودان فهم مجرد ارزقية مستفيدون من اوضاع وهم يستميتون في الدفاع عنها بمنطق معوج واما حجتهم بعدم نزاهة العدالة الدولية التي تطال اليوم رب نعمتهم وثرائهم الحرام اللص والمجرم عمر البشير فهي حجة الغريق المستعصم بقشة تنقذه من الغرق!
ولذلك من الطبيعي ان شعب السودان عندما يفقد القضاء الوطني النزيه من ينصفه داخل بلاده من الظلمة والقتلة وهم حكامه بالتاكيد سيلجأ الى كل فاعلي الخير في الدنيا لينصفونه في مواجهة هذا الطاغوت اللئيم الذي احرق الزرع واباد النسل ونشر الحروب والفتن وقتل وعذب ونهب واعتقل واغتصب وارتكب كل الموبقات فكيف نرفض من يحاول ان يقدم عونا وهو عون وغوث رغم حوجتنا اليه في اعتقادي لن يشبع ما بدواخل ضحايا هذا النظام المجرم من ثأر يعتمل في دواخلهم ممن قتلوا وابادوا واحرقوا واغتصبوا ونهبوا اهلهم وشردوهم جوعى وفقراء وعراة لان (لاهاااي) مهما كانت وعدلت لن تنصف اولئك الضحايا لانها لن تاتي بالقصاص الحقيقي للمجرمين والقتلة الذين يستحقون المشانق والمقاصل في الساحات العامة عبر ثورة شعبية عارمة لان قوانين لاهااي ( حنينة) لن تشنق اي مجرم من هؤلاء الطغاة بل ستزفهم فقط الى سجون ( مكندشة) ومزودة بفاخر الطعام والمكتبات وصالات التدريب والرشاقة وحجرات وثيرة يمكن ان يؤذن للسفاح فيها يفعل ما يشاء وهو امر لن يشبع الثأر في دواخل ملايين من الضحايا من ذاقوا الويل والثبور والسعير على يدى هذا السفاح وعصبته من الطغاة المجرمين وهم في شوق لثأر عظيم لن يستطيع السيد اوكامبو بانسانيته وبقوانينه ان يحققه ولكن سنقول له : شكرا جزيلا نبيلا ايها الانسان النبيل فقصاصنا ات لا محالة بالثورة العظيمة التي سترد الاعتبار لكل من اهين وعذب في هذا الزمن العطيب.

ليست هناك تعليقات: