وهو مقترح لنواة تنظيم المستقبل الوطني العريض والذي اساسه سودانيو المهاجر الذين خرجوا في ظروف قسرية متشابهة وجلهم اصحاب قضايا وهموم ونضالات مشتركة ويحملون الوطن في المنفي هما و هدفا وغاية يتطلعون لتقدمه ورفعته والعودة اليه منتصرين على من شردوهم وطاردوهم طالما لا زالوا مرتبطين باهاليهم في الداخل يقدمون بكل ايثار لهم العون والمساعدة وتغطية ما عجزت ان توفره لهم الدولة الفاسدة الظالمة في الوطن وهذا الطيف المهاجر توافرت له في الخارج حيث يعيشون بحيثيات اقامات جديدة كمواطنين ومقيمين ولاجئين ظروف موضوعية افضل للحوار والمثاقفة الوطنية فيما بين عناصره وهي حوارات سهلت قضية التفاهم فيما بينهم حول قضايا وطنية معقدة وقد خلقت بالفعل قواسم فكرية وسياسية مشتركة وهم في ظروف تعايش وتساكن وتحاور افضل غير متوافرة لاخوتهم في داخل الوطن حيث تطحنهم هناك دوامات البحث عن لقمة العيش وملاحقات الدولة الباطشة الفاسدة التي يزعجها اي هامش حرية يجمع بين مجرد شخصين سائرين في طريق عامة او في بيت فرح او عزاء وهي تتوجس من همسهما العفوى بفوبيا المؤامرة التي تهدد وضعها الوهين...
وهذا الطيف العريض المكون لهذا الكيان المقترح هو اساسه من القوى الوطنية الحية المحايدة اي المستقلة والتي هي القاعدة الاعرض باعتبارهم في البدء رافضين الانتماء لاي من كيانات الوطن السياسية وهي لم ولن تلبى طموحاتهم ومعها بعض الناشطين المتمردين من عناصر وطنية حية مؤطرة سابقا في كيانات سياسية تمردوا عليها بعد ان ضاقت برامجها واطروحاتها وشعاراتها علي اعضائها وما عادت تناسب سقوف وعيهم الجديد وهي تتقاصر امام اكتافهم المعرفية وتطلعاتهم وحيويتهم السياسية والفكرية المتجددة والتي اكتسبوها لاحقا من خلال معايشتهم اوضاعا حياتية جديدة استفادوا منها بايجابية وقد اثرت بافكارها وثقافاتها وحياتها في واقع تفكيرهم وتطويره الى الافضل وهم في حالة انتقالية بجاهزية لتقبل اي جديد يتناسب مع وعيهم المتجدد ولذلك يتوقون بحيويتهم وايجابيتهم نحو الافضل!
فلا عاد المهاجر السوداني المتحزب والمتعايش اليوم بالفعل في بيئات حرة ديموقراطية جديدة ما عاد اسيرا مدجنا بذات القدر الذي كان مدجنا به في السابق في داخل الوطن وطائعا اعمى لتنظيمه المتخلف الذي لا يتوافر فيه الحد الادنى من الحرية التي تكفل له البذل والعطاء المبدع بافكاره ومبادراته الذاتية وذلك بسبب تسيب تلكم الزرائب الحزبية والسيطرة المطلقة عليها من قبل نخب وبطانات من الانتهازيين تشكل جدرا منيعة بين القاعدة والقيادة في ظل قيادات متخلفة ما عادت تمثل ( كاريزما) لاي واحد من هؤلاء الوطنيين المهاجرين بل جلهم اليوم سيحتقرها بعدما تملك وعيا جديدا وشاهد بام عينيه تطبيقات الديموقراطية واجواء الحريات في تلكم المهاجر الجديدة وخصوصا تلكم المهاجر التي تعايش اوضاعا ديموقراطية حقيقية تساعد في نمو وعي هذا الكادر المهاجر والذي بالتاكيد ما عاد يحمل ذات القداسة بل تجعله يحتقر كل يوم ماضي تبعيته وتخلفه داجنا في تلكم الزرائب المنتشرة في داخل الوطن والتي لم ولن تتعامل مع هذا الكادر الا مجرد رقم فقط وليس كانسان مبدع طموح خلاق مبادر..
نعم انه حراك وطني مطلوب في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن لحماية الوطن وصونه وهو مساهمة من سودانيي الشتات في التغيير عن بعد في وطن هو في وجداناتهم راسخ اقرب الى ذواتهم من حبل الوريد وهو حلم واقعي جدا ومشروع ان نتوق الى هذا المثال والذي يمكن ان يكون كيانا وطنيا ضخما بأذرعه السياسية والثقافية والاقتصادية والاعلامية وغيرها مسنودا بخبرات اعضائه المشتتين في كل المنافي وقد اكتسبوا فيها خبرات وتجارب ثرة حتما سوف تطور وتنمي هذا الكيان الحلم لبناء الوطن الاكبر وهو كيان يسهم في تقريب يوم العودة النهائية نحو الوطن لكل اعضائه ليسهموا في البناء الحقيقي للوطن وهو حلم قابل للتحقق وما علينا الا العزيمة والارادة الوطنية الحرة وان نشرع منذ الان في تكوين هذا الكيان الوطني الحلم والذي سنصوغ افكاره والياته بعقل الجماعة الذي سيكون الافضل في تجويد الفكرة والممارسة التي يغذيها بخلاصة تجارب وخبرات متنوعة لالاف من المبدعين والمؤهلين من عناصر هذا الكيان الحلم وهم يصوغون مشروع الخلاص الحقيقي بديلا لعقلية الفرد الاحد وهي عقلية احادية قاصرة لن تاتي بكل الحقيقة طالما لا زالت هي عقلية انسان عادي يخطيء ويصيب وبالتالي لا تناسب روح هذا العصر الجديد بعد تلاحق الكتوف المعرفية في زمن ثورة الاتصالات التي ملكت الجميع المعرفة وبهاقد وسعت دائرة الادراك وفي المقابل ضيقت من دائرة التجهيل والتضليل والخداع والغش والتي يتحكم فيها الفرد الاحد الصمد وهو المستفيد الحقيقي من جهل الاخرين!
نعم نحتاج هذا الكيان الحلم لاجل هذا الوطن الحبيب ونحن تبعدنا عنه الجغرافيا ولكنه اقرب الى وجداناتنا احيانا من قلوب كثيرين به من اهلنا في داخله وقلوبهم شتى و مشتتة في دوامات الرزق اليومي الصعيبة وهم مطاردون ومشردون ومقهورون بحق يحتاجون لمن يؤازرهم ويحميهم لا بالحوالات المالية والمساعدات العابرة والتي تطيل من عمر الكلاب .. بل بهذا الكيان الحلم الذي حتما لو فكرنا فيه بمسئولية وطنية سيعيد الامور الى نصابها وقطعا سنعود ليعود معنا الوطن الذي في دواخلنا اكثر اشراقا من ذي قبل نغذيه بوعينا وفكرنا الوطني الجديد المحرر من كل افات التبعية والتدجين والاستلاب.
والى الامام
هشام هباني
الأحد، 21 ديسمبر 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق